غضب الجيران

غضب الجيران

غضب الجيران

 العرب اليوم -

غضب الجيران

بقلم : فاروق جويدة

صديقى رجل مسالم لا يحب المعارك، وليس له فى الصراعات، وهو يؤدى عمله بكل المسئولية، وليس له فى تجمعات الشلل وأهواء الباحثين عن الشهرة والأضواء.

كانت العلاقات بين صديقى وسكان العمارة تتسم بالاحترام، خاصة أنه لم يكن قريبًا من أحد على حساب الآخر، لأنه لا يحب المشكلات والصراعات..

كانت شقة صديقى فى منتصف الدور، على يمينه يسكن تاجر كبير، وعلى يساره طبيب مشهور.. كانت العلاقات بين الجيران دائمًا طيبة، حتى حدثت الأزمة.. وضع صديقى سيارته أمام باب الجراج لكى يشترى شيئًا من دكان قريب، وحين عاد إلى سيارته، وجد السيارة مهشمة، وأبناء التاجر ينزعون فرشها، وأبناء الطبيب يكسرون الزجاج.. بدأ صديقى يصرخ ويستغيث ببقية السكان، ولم يسمعه أحد. وبدأ مسلسل تبادل الشتائم، وتراشقت الأيدي، وسمع صراخ زوجته، فقد اقتحم الجيران شقته واعتدوا على أبنائه، وبدأ تكسير الشقة.. وقف صديقى يتابع المشهد، والطبيب يزلزل أركان الشقة، والتاجر يطلب العمال، وزوجة صديقى تحاول أن تبعد عنه الأيادى التى تلتف حول عنقه، وأطفاله الصغار يصرخون خوفًا.. كان صديقى يستنجد بسكان العمارة، وجيرانه يهدمون البيت عليه، ولم ينجده أحد. كان يمسك بيد زوجته، وكلاهما يحمل أحد الأبناء.

لم يصدق كيف اجتمع الجيران عليه رغم أنه كان مسالمًا مع الجميع، وكيف انطلقت عليه زوابع الشر يمينًا ويسارًا من التاجر والطبيب، وكيف تخلى عنه الجميع، حتى سكان العمارة.

كان صديقى حزينًا وهو يطوف بين أطلال الشقة التى حطمها الجيران، رغم أنه لم يكن خصمًا لأحد منهم، وكيف اجتمع الطبيب مع تاجر الخردة فى الاعتداء على الجار المسالم..

ذهبت إلى قسم الشرطة مع زوجتى كان المأمور يجلس وأمامه جيرانى، وفوجئت لأول مرة أن جارى الطبيب والتاجر، شخصيتان ذوا نفوذ .. أخذت زوجتى وخرجت..

ومازال صديقى واقفا أمام المأمور.

arabstoday

GMT 08:20 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

جبر.. وفن الحوار

GMT 08:15 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

خطوة بحجم زلزال

GMT 08:07 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

كوزموبوليتانية الإسلام السياسي

GMT 07:58 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

بور سعيد «رايح جاي»!

GMT 07:51 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

سيدة الإليزيه!

GMT 07:43 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

الأسئلة الصعبة؟!

GMT 07:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

العودة إلى الميدان!

GMT 07:22 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

إبادة شاملة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضب الجيران غضب الجيران



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:11 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل والزمن

GMT 06:05 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل... وأوان مواجهة خارج الصندوق

GMT 04:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

ترامب يفرض رسومًا جديدة للحصول على إتش- 1 بي

GMT 13:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هل يوقظ شَيْبُ عبدالمطلب أوهام النتن ياهو ؟!

GMT 03:19 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

النفط دون تغير يذكر وسط مخاوف بشأن الطلب

GMT 03:38 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

سلسلة انفجارات متتالية تهز مدينة غزة

GMT 03:23 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

«أبل» تستعد لإطلاق أرخص «ماك بوك» في تاريخها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab