بقلم:فاروق جويدة
ما حدث فى انتخابات نيويورك وفوز زهران ليس حدثًا عاديًا، ولكنه مقدمات لأحداث أكبر.. إن خروج ملايين الشباب فى الجامعات الأمريكية من أجل غزة كان تمهيدًا للانتخابات فى نيويورك، والجرائم التى شاركت فيها أمريكا وإسرائيل فى حرب الإبادة لم تكن حدثًا عابرًا.. وظهور الرئيس ترامب بهذه الصورة الوحشية أساء كثيرًا لصورة أمريكا بلد الحريات، وطرد المهاجرين من أمريكا كان قرارًا خاطئا، وإعلان الحرب على دول العالم بسبب الجمارك لم يكن قرارًا حكيمًا.
إن ما حدث فى انتخابات نيويورك لم يكن بعيدًا عن خيال الملايين من الشعب الأمريكى، وكانت المفاجأة أن يأتى بهذه السرعة وفى مدينة يحكمها اليهود، وقلعة من قلاع ترامب وهو رئيس أمريكا.. إن زهران لن يكون آخر فصول الرواية، لأن العالم سوف يتحرك ويتغير، وهناك زمن قادم لن يحكمه ترامب ونيتانياهو، وسوف يطيح زهران بكل سماسرة الشعوب وقراصنة الأوطان.
إن هناك مستقبلًا آخر غير ما رسمه ترامب، لأن العالم لن يقبل عصرًا تحكمه الوحشية ونهب الشعوب. سوف تسقط أسطورة ترامب وعصابة تل أبيب، فقد كانت بداية عصر الطغاة الجدد، والشعوب لن تقبل أن تعيد القراصنة وسماسرة السيطرة والهيمنة.. لم يكن أحد يتصور أن تكون هزيمة ترامب بهذه السرعة على يد شاب اقتحم عرين الأسد وسوف يقضى عليه.
إن حرب غزة أخرجت جيلًا جديدًا سوف يحكم العالم ويعيد الرشد لمسيرة الشعوب وحقها فى الأمن والكرامة.. إن فوز زهران ليس حدثًا عابرًا، إنها ثورة ضد القهر والظلم .
كانت أمريكا فى حاجة إلى زعامة حقيقية بالفكر والوعى والتاريخ، وربما جاء زهران ليعيد لدولة الحريات هيبتها، ويعيد للشعب الأمريكى مكانته فى ضمير العالم.