بقلم : فاروق جويدة
انطلقت فى شوارع إسبانيا مظاهرة ضد حالة الصمت أمام ما يحدث فى غزة من جرائم القتل والجوع والإبادة ، والمظاهرة تنطلق من دولة غير إسلامية للدفاع عن غزة، ولا أدرى هل هو موقف إدانة أم عتاب أم دعوة لإنقاذ ضحايا غزة.. لقد شهدت دول أوروبا عشرات المظاهرات ضد إسرائيل، وفى أمريكا كانت الجامعات الأمريكية فى مقدمة مظاهرات الرفض، حتى وصل الأمر إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد الطلاب المتظاهرين ..
على الجانب الآخر فإن غالبية الدول الإسلامية كانت مواقفها غير كافية تجاه ما حدث فى غزة، باستثناء موقف بعض الدول والمؤسسات مثل الأزهر الشريف، التى أدانت العدوان على غزة من لحظاته الأولى .. الغريب أن منظمة العالم الإسلامى عقدت أكثر من اجتماع لتأييد غزة ولم تُسفر عن شيء، فلم تتخذ إجراءات ضد إسرائيل ولم تقدم الدعم المناسب .. لقد أصدرت الدول الإسلامية عشرات الدعوات لإنقاذ القدس والأقصى وبقيت الحال على ما هى عليه، بل إن إسرائيل تزداد وحشية فى التعامل مع أهل القدس وغزة . هناك عتاب على ملايين المسلمين الذين تخلوا عن غزة وتركوها تواجه الطاغوت وحدها فى مأساة إنسانية اهتزت بها أركان الكون.
إن موقف بعض دول العالم الإسلامى من مأساة غزة سوف يكون مجالًا للحساب والمساءلة أمام التاريخ وأمام الأجيال القادمة ، ولن يفلت أحد من الإدانة.. إن ما حدث فى غزة جريمة اهتزت بها كل موازين العدالة وما يسمى حقوق الإنسان، وكان ينبغى أن يقف العالم الإسلامى ضد إبادة شعب مسلم يدافع عن أرضه ودينه.