بقلم : فاروق جويدة
الإبداع الحقيقى يتجاوز حدود الأوطان، والفنان إنسان خلقه الله كيانًا متفردًا، إنه طائر يحلق فى كل مكان ويغنى لكل البشر.. ويجب أن نفرق بين فنان حقيقى مبدع وهبه الله شيئًا مختلفًا عن كل الناس، وفى الفن أيضًا نماذج رديئة، ويجب أن نفرق بين موهبة صنعت وجدانًا ومواهب أساءت وأفسدت.. وهناك فرق بين القيمة والإسفاف أن القيمة تبقى، وأن الإسفاف يتلاشى ويختفى. وفى تاريخ الفنون رموز عاشت، وهناك تلال من الضحالة سقطت.. والفنان الحقيقى ليس فى حاجة إلى من يروّج فنه، لأنه يسكن القلوب ويحيى المشاعر ويتحدى الزمن، أما شوائب الفن فهى لا تبقى، والفن الحقيقى يصنع المشاعر ويضيء حياة البشر ويمنح الشعوب البريق والخلود والقيمة..
والفن الحقيقى يرتقى بالشعوب والأمم، وحين يتراجع تسقط جماليات الأشياء وتنتشر حشود القبح. ولا فن بلا حرية، ولا إبداع، وعلى الإنسان أن يحرص على أن يقدم الجمال فنًا وإبداعًا، وأن يفتح آفاق الهواء النقى حتى لا يختنق..
لا فن بلا حرية، ولا قيمة بلا إبداع، ولا حياة بلا كرامة.. درس لكل الشعوب لمن أراد أن يتعلم..
الفن هو روح الشعوب، والإبداع رسالة الجمال فى الحياة، والفقر الحقيقى فقر المشاعر، وتراجع الأمم نتيجة طبيعية لتراجع دور الفن، وحين تفرط الشعوب فى فنونها فهى تخسر أغلى ما تملك.