بقلم : فاروق جويدة
جمعتنا رفقة المكان وعبير الذكريات ودفء المشاعر، أشياء من الصعب أن يجتمع الناس عليها.. أتحدث عن سناء البيسي، جمعنا الدور الخامس فى الأهرام ورفاق مشوار أحبوا الفن وعشقوا الثقافة، وقبل هذا كانت مشاعر تقدير بين أنواع فريدة من البشر.. كانت سناء من علامات الأهرام، فهى تغزل الكلمات من الحرير، وترسم الألوان كأنها الطبيعة، وهى كتلة من المشاعر تمشى على الأرض مثل كل الناس، ولكن لها قلب بعرض الكون إحساسًا وترفعًا ونُبلًا.. عشنا معًا أجمل سنوات العمر ما بين الحلم والحقيقة.. دخلنا الأهرام ، وكلٌّ منا يحمل رصيدًا كبيرًا من الأحلام، كل واحد سلك طريقه وغنّى كما أحب، وكنا فصائل متنوّعة من العصافير، ولم نتشابه، بل اختار كلٌّ منا اللحن الذى يريد.
كان فى بداية السرب أحمد بهجت، ولويس عوض، ويوسف فرنسيس، وهناك كوكبة أخرى من النجوم كانت تحلّق فى المكان، وكان الجميع يسيرون نحو هدف واحد، وإن اختلفت أحلامهم، وهو أنهم ينتمون إلى مؤسسة عريقة جديرة بالحب والانتماء.. أجمل الأشياء فى الأهرام أنه يغرس الحب مبكرًا فى قلوب أبنائه.. مرّت بنا سنوات العمر، وتنوعت أشجار الحديقة، واختلفت ثمارها، وغاب من غاب، وسافر من سافر، وبقيت روح الحديقة يطوف عبيرها وتشع شمسها، وبقيت على أغصانها بعض الطيور التى ما زالت تحب الغناء وتُطرب عشاقها.. وعلى شجرة جميلة، ما زالت سناء تغنى وتقدّم سطورًا بديعة وألوانًا زاهية، وقد احتفلت أخيرًا مع عشاقها بافتتاح معرضها الذى جمع أجمل وأحلى ذكريات عمرها. هذه باقة ورد تحمل عبق ذكريات من الزمن الجميل، عشناه معًا فى الأهرام، المؤسسة العريقة التى جمعت أجمل سنوات عمرنا. لو عاد بنا الزمان لاخترنا نفس الأماكن، ونفس الأشخاص، ونفس الذكريات، ولم نغيّر فيها شيئًا.. سناء، كل معرض وأنتِ تزدادين تألقًا ونجاحًا.