بقلم:فاروق جويدة
لا شك فى أن إيران واحدة من قلاع الثقافة العالمية، مثل كل الثقافات الأخري: الهندية والروسية والعربية. واللغة الفارسية تحمل تاريخًا طويلًا من الإبداع، ابتداءً بشاعرها العالمى عمر الخيام، وانتهاءً بالشيرازى والأصفهانى والإمام الغزالى.
وبعيدًا عن الفتن والانقسامات، والسُّنّة والشيعة، فلدينا علماء مثل الشيخ شلتوت كانوا يدعون إلى التقريب بين المذاهب. وفى مصر، توجد أضرحة الإمام الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب من آل بيت رسول الله، عليه الصلاة والسلام.
وقد أزعجنى كثيرًا أن أجد من الكُتّاب ورجال الدين العرب من يطالب بنصرة إسرائيل على إيران، رغم أن السُّنّة والشيعة دين واحد، ونبى واحد، وقرآن واحد. إن هزيمة إيران هزيمة للعرب، ونصرها نصر للعرب، والقضية الفلسطينية وحدت المسلمين: السُّنّة والشيعة.
وما حدث أخيرًا من عدوان غاشم على إيران هو انتهاك لقدسية الأرض، عربية كانت أو إيرانية. وإذا كانت السياسة قد فرّقت، فإن الأوطان اتحدت، والشعوب تدرك الأعداء والأصدقاء. وقنابل أمريكا وإسرائيل هى التى دمرت غزة، واستباحت القدس، وقتلت سكان طهران.
إن خلط الأوراق فى مصلحة أمريكا وإسرائيل، وإذا كانت هناك جالية إسرائيلية قليلة تسربت إلى دول عربية، فإن ملايين من أبناء الشعب الإيرانى يعيشون فى دول الخليج، وهم مواطنون لهم كل الحقوق.
إسرائيل هى إسرائيل، العدو الحقيقى، وإيران شعب صديق، يجمعنا به تاريخ ودين وحضارة، وينبغى ألا نخلط الأوراق.
إن أصوات التطبيع، التى تنطلق الآن وتسعى لتشويه الحقائق وتغيير الثوابت، تتجاهل كل قواعد الجغرافيا والتاريخ، لأن إيران حضارة وأرض وثقافة، وإسرائيل كيان مغتصب.