بقلم:فاروق جويدة
هرب رئيس وزراء إسرائيل وحكومته إلى أحد الملاجئ النووية فى القدس أمام صواريخ إيران التى اجتاحت لأول مرة تل أبيب وحيفا.. نقلت الشاشات صورة نيتانياهو وهو يتخفى فى أحد الملاجئ تحت الأرض، تاركًا الشعب اليهودى يترنح أمام صواريخ إيران.. لقد استخفّت إسرائيل بقدرات إيران العسكرية، وكانت وما زالت تتصور أنها قادرة على إسقاط النظام الإيرانى، وهذا الوهم يتعارض تمامًا مع إرادة الشعب الإيرانى.
لقد سقط النظام الإيرانى فى خديعة كبرى دبّرتها أمريكا مع إسرائيل ، وكانت من المؤامرات الكبرى بجانب اختراق الموساد، بدعم أمريكى، مراكز القيادة فى إيران على مستوى العلماء وكبار المسئولين.. ولكن إيران استطاعت أن تتجاوز المحنة، واقتحمت تل أبيب بمئات الصواريخ فى مشهد لم يحدث منذ إقامة الدولة العبرية..
ربما أفاقت إدارة الرئيس ترامب واكتشفت أن إيران دولة كبيرة، وربما أفاقت إسرائيل من وهم القوة بعد أن اجتاحت كل ما حولها.. هل يمكن أن يعيد المشروع الصهيونى حساباته؟ أم أن الحرب لن تتوقف، وربما امتدت نيرانها إلى مناطق أخري؟ لقد هرب نيتانياهو وعصابته إلى الأنفاق، وترك شعبه لهذا المصير الدامى .. ولا أحد يعلم، ربما اقتحمت الصواريخ والمسيرات مخازن الموت النووية، وتحولت الحرب إلى دمار شامل.. إن أمريكا تتصور أن النيران لن تصل إليها، ولا أحد يعلم، فقد تُهدد كل مصالحها وقواعدها وقواتها، وهى لن تكون بعيدة عن صواريخ إيران.. لا أدرى الآن كيف يشاهد نيتانياهو أطلال تل أبيب بعد كل جرائمه فى غزة ولبنان وسوريا واليمن والأقصى .. إن ما يجرى الآن سوف يغير حسابات كثيرة، وقد تكون نهاية هذا العدو الغاصب، وعلى الباغى تدور الدوائر..