بقلم : فاروق جويدة
نجحت إسرائيل فى إعداد فريق من المطبعين العرب يضم كُتّابًا وفنانين وساسة، واستطاعت تجنيد فرق إعلامية للدفاع عنها والترويج لمشروعها فى العالم العربي.. وعلى امتداد السنوات الماضية، اخترقت إسرائيل مواقع كثيرة من مراكز الأبحاث والمثقفين والمطبعين، بل إنها ربطت بينها وبين الكثير من هذه الجهات والأشخاص بمصالح لا تخفى على أحد.. وكان الأخطر من ذلك كله محاولات تشويه المقاومة الفلسطينية وإسقاط رموزها، ووصل الأمر إلى التشكيك فى كل شئ، وخرجت أبواق إسرائيل فى بعض العواصم العربية تحاول إسقاط القضية الفلسطينية من ضمير الأمة.
وقد واكب ذلك كله دعوات للدين الإبراهيمى الجديد الذى يروّج له الرئيس ترامب ويدعو العرب للدخول فيه، وشهدت الساحة العربية سباقًا بين مواكب المطبعين: من يكون أكثر إخلاصًا للمشروع الصهيوني.. ولم يتردد المطبعون العرب فى نشر الفتن وتشويه ثوابت التاريخ وتشويه الرموز التاريخية فى الثقافة العربية.. لا شك أن حالة الانقسام التى يشهدها العالم العربى دفاعًا عن إسرائيل وهجومًا على المقاومة الفلسطينية كانت تحركها مصالح ومؤامرات، ولا أحد يعرف ماذا بعد ذلك كله، وإلى أين تصل الأمور أمام هذا الاختراق الذى وصل إلى تشويه كل شئ وضرب الرموز والثوابت، وانتشار أبواق التطبيع فى كل المجالات.. يحدث كل هذا وغزة محاصرة بالموت والجوع والدمار، ومواكب التطبيع تطوف فى كل الأماكن، تروّج للمشروع الصهيونى وتدعو بالنصر لإسرائيل.
يا فارسَ الشعر، قُلْ للشِّعْرِ مَعْذِرَةً
لَنْ يَسْمَعَ الشِّعْرَ، مَنْ بِالْوَحْيِ قَدْ كَفَرُوا
حَقَّتْ عَلَيْهِمْ، مِنَ الرَّحْمَنِ لَعْنَتُهُ
فَعِنْدَمَا زَادَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ فجروا
واكْتُبْ عَلَى الْقَبْرِ: «هَذِى أُمَّةٌ رَحَلَتْ»
لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِهَا ذِكْرٌ، وَلَا أَثَرُ