بقلم : عبد المنعم سعيد
عبر سنوات من عمل الإدارات الصحفية كان لمؤسسة الأهرام اسم لا يضارعه آخر فى عالم الصحافة المصرية، مع كم هائل من الاستثمارات المادية - مبان ومطابع وجهاز للتوزيع وإدارة ووكالة للإعلان- مضافا لها نصيب محترم من السوق. ولحسن حظ الإدارة (4 يوليو 2009 - 30 مارس 2011) كانت المؤسسة قد تخلصت من معظم ديونها التجارية نتيجة عملية الإصلاح السابقة. وهكذا تحددت عملية التغيير فى تحقيق هدفين أساسيين: الأول هو تحويل مؤسسة الأهرام إلى مؤسسة إعلامية تخرج منها المطبوعات التى تنتجها بعد ترشيدها؛ والمنتجات الرقمية المختلفة التى تتعامل مع وسائط متعددة مثل التليفون المحمول SMS وMMS وiPAD والكمبيوتر بكل ما طرأ عليه من أشكال وتنويعات؛ والإنتاج التليفزيونى والإذاعى الذى يستفيد من التراث التاريخى للأهرام وإمكاناته الحاضرة مثل أرشيفه التاريخى الذى تم تحويله إلى محتوى رقمي، ومقتنياته الفنية، والإمكانات الهائلة لصالاته وقاعاته القادرة على استيعاب المحاضرات والعروض الموسيقية والندوات وورش العمل فى قاعات معدة للترجمة الفورية مثل قاعات محمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وابراهيم نافع.
الأمر المهم هنا هو أن إدارة الأهرام لم تكن تبحث عن زيادة وتنوع المنتجات الصحفية والإعلامية التى تخرجها المؤسسة للرأى العام، وإنما كان المطلوب أن يتم ذلك من خلال الاندماج والتكامل فيما سمى «صالة تحرير المستقبل» Integrated News Room التى باتت تضم الدورين الرابع والخامس من مبنى محمد حسنين هيكل الرئيسى والتى تضم عند التطبيق جزءا من صالة التحرير التقليدية وعددا من الصالات التى تخدم الإرسال الرقمى والاستوديوهات الموجهة للبث التليفزيونى والإذاعي. هذه الفكرة لم تأت من قريحة الإدارة وإنما جاءت نتيجة دراسات عن التجارب المماثلة فى العالم خاصة صحيفة أساهى اليابانية واللوموند الفرنسية، مع إدخال التعديلات التى تتناسب مع الواقع المصرى؛ ولكنها كلها لقيت الاستحسان عندما تم عرضها فى مؤتمر رابطة الصحافة الدولية الذى انعقد فى مدينة هامبورج الألمانية فى صيف عام 2010.