بقلم : عبد المنعم سعيد
لم يكتمل التأسيس الرابع للأهرام كما لم تكتمل أمور أخرى خلال فترة ثورة يناير 2011, تبعتها حالة من الردة الفكرية والحضارية حتى استقامت بعد ثورة 30 يونيو 2013 لكى تشهد مرحلة من البناء والتعمير لم تشهدها مصر من قبل. جرى ذلك وسط كثير من التحديات الصعبة وكان من بينها «التحدى الإعلامى» من الجماعة الباغية وأنصارها. وعندما جاءت مناسبة مرور 150 عاما على مولد الأهرام كانت الدعوة إلى مراجعة ليس فقط تاريخ المؤسسة، وإنما أيضا الحالة الإعلامية لمصر.
وفى هذا الإطار كانت سلسلة الأعمدة التى قُدمت الأسبوع الماضى والتى طرحت أن الأهرام لم تكن ساكنة بعد التأسيس الثالث للأستاذ إبراهيم نافع؛ وأنه كانت هناك تجربة لتأسيس رابع يقوم على الثورات التكنولوجية، وجيل من «الأهراميين» يستطيعون التعامل معها. ولحسن الحظ أن الجمعية العمومية للأهرام انعقدت بتاريخ 23 مارس 2011 والتى أقرت تقريرا شاملا وضعه د. طه عبد العليم مدير عام المؤسسة عن الأعمدة التى يقوم عليها الطريق إلى انطلاقة صحفية تشكل انطلاقة جديدة مع العصر.
وقتها لم يكن على الأهرام ديون من أى نوع، وكان لديها فائض لاستثمارات جديدة قدره 466 مليون جنيه، وفضلا عن التأمينات الاجتماعية والضرائب الحكومية فإن صندوقا جديدا للطوارئ جرى إنشاؤه لتقديم العون لمن يمرون بظروف صعبة.
تفاصيل ذلك سوف يأتى وقت مذكراتها، ولكن الأهمية الكبرى الآن أنه مع القيادة الرشيدة للمهندس عبد الصادق الشوربجى وصلت المؤسسة لنقطة التوازن المالى مرة أخري؛ ومع قيادات الأهرام الحالية فإن الباب بات مفتوحا لاستكمال التأسيس الرابع الذى شاركت فى إقامته فى وقت يتطلع فيه الإعلام المصرى إلى تعبئة قدراته لمواجهة الظروف الصعبة.
هذه المرحلة التى توقفت فى عهد ما بعد الثورات تعنى كما حدث فى ثلاث موجات تأسيسية سابقة أن تأخذ بيد ليس الأهرام فقط، وإنما أيضا الريادة الإعلامية المصرية التى تكفل انتصار مصر فى معركة من أنبل معاركها.