بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – بالمعلومات المدققة فإن فتح معابر غزة سيتم الاثنين، وتطور المحادثات حول المحتجزين، خاصة الأميركي عيدان اسكندر في محاولة لإطلاق سراحه حتى لو منفردا تتم بسرعة واضحة قبل وصول الرئيس الأميركي ترامب إلى المنطقة حيث سيكون في السعودية الثلاثاء.
وقبل وصول ترامب تسارعت المواقف السياسية فغلب الغضب العلاقات الأميركية – الإسرائيلية (أنا لا أصدقها..) وقطع ترامب اتصالاته مع النتن ياهو، وهدأت الجبهة مع الحوثيين باتفاق أميركي يمني إيراني برعاية سلطنة عُمان، ويبقى أمر وقف العدوان على غزة بيدي النتن ياهو الذي سيهديه إلى ترامب ولو في مدة وجوده في المنطقة وبعدها يعود إلى ممارسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بأيدي قواته المتوحشة.
المعلومات المتسربة تشير إلى أسبوع حاسم في المنطقة، حيث سنسمع “وعد ترامب” بإقامة دولة فلسطينية لا يختلف عن “وعد بلفور” سىء السمعة، وعن تطورات كثيرة في العلاقات العربية الاسرائيلية.
السؤال الملح في أي حديث بين شخصين أو جلسة حوار أو نقاش عام: ما المتوقع بعد انتهاء الحرب المجنونة في غزة والقصف الهمجي في اليمن ولبنان وسورية؟!
يأتي الجواب مختلفا من شخص لآخر ومن سياسي إلى محلل استراتيجي او محلل عسكري، وما في ذهن الإدارة الأمريكية أو النتن ياهو من مشروعات تم طرحها منذ سنوات، وتحقيق هذه المشروعات يتطلب تحضيرات على الأرض وفي المنطقة.
في زمن ترامب فإن مستقبل نجاح هذه المشروعات يكون أعلى بدرجة، لأن تحولات صفقة القرن التي جاء بها قبل سنوات سيتم إحياؤها من جديد.
النتن ياهو أوصل الأوضاع في غزة إلى مرحلة بات القطاع معها منطقة غير قابلة للحياة، لهذا فإن البحث عن حلول لمستقبل مليوني ونصف المليون فلسطيني في غزة بات أمرا حاسما.
وثانيا؛ بالنظرة الاقتصادية العميقة لخبراء الاقتصاد والنفط، بات غاز غزة في الشمال تحديدا والبحر الأبيض المتوسط تحت يدي النتن ياهو هذه الأيام أكثر من أية فترة سابقة.
وبرغم الرفض القاطع الأردني المصري للتهجير، فالضفة الفلسطينية لا يُخفي النتن ياهو واليمين الصهيوني المتطرف طروحاتهم القديمة الجديدة بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وأن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين، فيتخلص هو من قضية الشعب الفلسطيني في الضفة، ويهجر فلسطينيي 48 إلى الضفة تحت سلطة ما يتبقى من السلطة الفلسطينية، لتبقى الدولة اليهودية خالصة لليهود ومن دون فلسطينيين.
أما لبنان؛ فبعد تقليم أظافر حزب الله وتغيير النظام في سورية، وضعف بنية “مقاومة إيران”، وبرغماتيتها الواسعة هذه الأيام فإن لبنان الجديد قد لا يختلف كثيرا عن سورية الجديدة، قد تفضي لعلاقات مختلفة في التطبيع مع إسرائيل.
هذه مشروعات مشبوهة ليست جديدة، فَلْنتذكر ـ قبل ست سنوات ـ خفايا وتفاصيل كتاب “نار وغضب” لمايكل وولف، الذي كشف فيه عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيُحْدِث أكبر اختراق في التأريخ على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وسيغير اللعبة بشكل كبير وغير مسبوق.
الدايم الله….