بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
ذكرنى الصديق المهندس عادل بشارة، فى تعليقه على اجتهاد «حنين لمكان أم زمان؟»، بأيام كانت جميلة. كنا صغارًا فى مدرسة شبرا الإعدادية التى ورد ذكرها فى الاجتهاد المشار إليه. وكانت أيامنا فيها موزعة بين الدرس واللعب توزيعًا عادلاً. ومن أطرف المواقف التى ذكرنى بها تلك التى ارتبطت بتفضيلنا شراء ساندوتشات فول وطعمية من محل مجاور للمدرسة بدل الطعام الذى كنا نحمله معنا من البيت. فكثيرًا ما تركنا الساندوتشات المنزلية لبعض عمال المدرسة، وذهبنا إلى محل كان اسمه «سيف النصر» للاستمتاع بالفول والطعمية. كان يضع الفول والطعمية فى خبز شامى طازج أقبلنا عليه فى كل مرة وكأنها المرة الأولى. وكنا ننتظر يوم الخميس من كل أسبوع للعب الكرة فى أحد الشوارع المجاورة للمدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسى. وكان أحد زملائنا فى المدرسة يقطن فى هذا الشارع، وهو الذى أخذنا للعب فيه ذات يوم ثم اتفقنا على أن نكرر ذلك كل أسبوع.
وكان ذلك اليوم تعويضًا جزئيًا عن توقف لعب الكرة فى الشوارع القريبة من منزلى فى فترة المدرسة. ولكن ما أن تأتى إجازة نهاية العام حتى نشرع فى إعداد العدة للعب الكرة بشكل شبه يومى. كان اللعب فى البداية عشوائيًا. ولكنه سرعان ما صار منتظمًا بعد الاتفاق بين شباب من عدد من الأحياء على تنظيم مسابقة بينها. وأذكر أن المسابقة، التى كانت تُنظم فى فترة إجازة آخر العام الدراسى، شملت أحياء شبرا وروض الفرج والساحل والأزبكية وعابدين وبولاق أبوالعلا. وكانت المباريات تُلعب فى الشوارع الواسعة التى اختسرت فى كل من هذه الأحياء فى وقتٍ كان عدد السيارات الخاصة محدودًا للغاية, فلم يُسبب مرور بعضها إزعاجًا للاعبين. وكانت المباراة النهائية فى المسابقة تُلعب فى ميدان القللى الذى كان فارغًا فى معظمه وهادئًا، وأحيانًا فى ميدان عبدالمنعم رياض الذى صُورت فيه مشاهد بعض المباريات التى تضمنها فيلم الفنانين الكبار محمد خان وعادل إمام وبشير الديك «الحريف» الذى عُرض عام 1983.