بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
بدأت «الأهرام» فى التحول من صحيفة يومية إلى مؤسسة صحفية كبيرة خلال العقد التاسع من عمرها. كانت البداية بإصدار مطبوعات أسبوعية ودورية هى «الأهرام الاقتصادى»، و«السياسة الدولية»، و«الطليعة». ولكن ما جعل الأهرام متفردة فى ذلك الوقت كان تأسيس مراكز متخصصة فى فروع عدة من المعرفة. ولهذه المراكز تاريخ لابد من توثيقه والإضافة إلى معرفتنا به.
لم يكن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية أول هذه المراكز بخلاف ما قد يظنه البعض. فقد سبقه فى منتصف الستينيات مركز الدراسات الصحفية الذى كان جلال الحمامصى أول مدير له، ومركز الدراسات السياسية والاقتصادية الذى تولى رئاسته د.على الجريتلى ثم د. إسماعيل صبرى عبدالله، ومركز الدراسات التاريخية لمصر المعاصرة برئاسة الأستاذ حسن يوسف الذى تولى عددًا من المناصب المهمة قبل ثورة 1952. وأُنشئت 1968 فى إطار هذا المركز التاريخى وحدة متخصصة فى الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية تولى رئاستها الأستاذ حاتم صادق بهدف سد الفراغ فى مجال دراسة الكيان الإسرائيلى بطريقة علمية ومنهجية.
وأُنشئ فى نهاية 1970 مركز متخصص فى توثيق تاريخ الرئيس جمال عبدالناصر. وقبله بشهور كان قد تقرر تحويل الوحدة التى أُنشئت بمركز الدراسات التاريخية لمصر المعاصرة إلى مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية الذى ظل عمله محصورًا فى هذه الدراسات حتى إنشاء مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى مارس 1972. لم يكن هذا المركز مجرد تطوير لمركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية، فقد أنشئ بموجب دمج المراكز الأربعة التى كانت موجودة داخل المؤسسة «الدراسات الفلسطينية والصهيونية، والدراسات الصحفية، والدراسات السياسية والاقتصادية، وتوثيق تاريخ عبدالناصر».
ونص قرار إنشائه على دمج المراكز الأربعة. وحدد مهمته فى إجراء الدراسات السياسية والاستراتيجية التى تتعلق بالواقع المصرى والقومى العربى والوضع الدولى السياسى والاقتصادى، واستخدام نتائجها العلمية فى خدمة أهداف الدولة.
حدث ذلك فى 10 سنوات بين مطلع الستينيات وأوائل السبعينيات. واستمر اهتمام «الأهرام» بإنشاء مراكز متخصصة، حتى صارت هذه المراكز إحدى علامات تميزها على غيرها من المؤسسة الصحفية.