بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
استَشهدت بعد يوم واحد من الإعلان عن عرض الفيلم الوثائقى الذى شاركت فى إنجازه فى الدورة 78 لمهرجان «كان» السينمائى الدولى التى افتُتحت فى 13 مايو الحالى. هى المصورة الفلسطينية المبدعة فاطمة حسونة التى قصف مجرمو الحرب منزلها فى غزة فاستشهدت مع عشرة من أفراد عائلتها. راحت ضحية الإجرام الصهيونى، ولكن فيلم «ضع روحك على يدك وامشى» باق ويُحتفى به فى أحد أكبر مهرجانات السينما فى العالم وأكثرها أهمية. كانت حاضرةً بقوة فى حفلة افتتاح المهرجان. نعتها رئيسة لجنة التحكيم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، ووجهت تحية إلى روحها، وقالت ما معناه إن المهرجان يفتقدها لكن عملها حاضر نيابةً عنها لأن الفن لا يموت.
فرضت قضية فلسطين حضورها فى المهرجان من خلال استشهاد فاطمة حسونة التى أدت الدور الرئيسى فى الفيلم الوثائقى «ضع روحك على يدك وامشى»، إذ صوَّرت بعض جوانب الحياة فى قطاع غزة فى ظل حرب الإبادة، وقدمت صورًا ناطقة بآثار هذه الحرب على حياة البشر.
وشرحت مخرجة الفيلم الإيرانية سبيدة فارس فى كلمتها خلال تأبين حسونة كيف عرَّضت الشهيدة حياتها للخطر خلال عملها فى هذا الفيلم الذى سيبقى شاهدًا على إجرام لا مثيل له. لقد وضعت حسونة روحها على يدها خلال عملها فى هذا الفيلم. ولكنها نجت إلى أن طالتها يد الإجرام فى عملية قصف يصعب التأكد مما إذا كانت مقصودة بعيد إعلان عرض فيلمها فى المهرجان.
وليس «ضع روحك على يدك وامشى» الفيلم الفلسطينى الوحيد الذى يشارك فى دورة مهرجان «كان» الراهنة. يُعرض فيه أيضًا فيلم المخرجين الفلسطينيين الشقيقين طرزان وعرب ناصر «كان ياما كان فى غزة». وطرزان وعرب اسمان مستعاران لأحمد ومحمد أبو ناصر. ورغم أن فيلمهما بعيد عن مأساة غزة الحالية، إذ أُنتج عام 2007، فمن شأن عرضه أن يُتيح فرصة للمقارنة بين المأساة الناتجة من حرب الإبادة وآثارها على الحياة، وما كانت عليه الأوضاع قبل هذه الحرب. فهو يقدم فى صورة درامية الوجه الآخر لما يطرحه فيلم «ضع روحك على يدك وامشى» عبر التوثيق.