بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
قبل أن يدخل محمد حسنين هيكل «الأهرام» رئيسًا للتحرير اتفق مع أصحابه على إعطائه فرصة كاملة للعمل فى حدود الحالة المالية التى كانت صعبة فى ذلك الوقت. ويروى هيكل أن الاتفاق تضمن أن يستعين بعدد محدود من الصحفيين الذين رأى أن وجودهم ضرورى فى بداية رحلة الإنقاذ، وهم على حمدى الجمال الذى عُين مديرًا للتحرير، وكمال الملاخ الذى تولى الإشراف على الصفحة الأخيرة، وتوفيق بحرى الذى أصبح مديرًا للشئون الفنية إلى جانب نوال المحلاوى التى صارت مديرة مكتب رئيس التحرير.
وحسب رواية هيكل فقد دخل «الأهرام» للمرة الأولى فى 31 يوليو 1957، واجتمع بمحرريها. وعندما سأله نجيب كنعان: «كيف تريد الأهرام غدًا»؟ أجابه: «كما كان الأهرام أمس. إن أحدًا لا يستطيع أن يغير فى الأهرام بهذه البساطة». وكان تفكيره أن الهدف الأول هو الحفاظ على 68 ألف قارئ رأى أنهم حافظوا على العهد مع الأهرام».
وشرع على الفور فى توظيف طاقات العاملين فى الصحيفة بعد أن بث فيهم حماسة أطلقت قدراتهم ومواهبهم، وكان بينهم ممدوح طه رئيس قسم الأخبار، وجورج عزيز رئيس القسم الخارجى، ونجيب المستكاوى رئيس القسم الرياضى، وزكريا نيل محرر الشئون العربية، إلى جانب محررين قدامى قال عنهم إنهم قدموا عمرهم للصحيفة مثل صالح البهنساوى، وحامد عبد العزيز، ومصطفى البرادعى، ومترى عبود، وفائق لطف الله، وعبد العليم المهدى، وحسن سلومة وغيرهم. وانضم إليهم بعد ذلك محمد حقى وحمدى فؤاد وعبد الحميد سرايا وإبراهيم نافع وصلاح هلال، وصلاح جلال وغيرهم.
ووضع هيكل بسرعة خطة لتطوير تقنيات الصحيفة وتحديثها آخذًا فى الاعتبار الظروف المالية الصعبة. وشملت الخطة تحديث المطبعة التى كان العمل فيها يجرى على أساس نظام أُدخل فى صحف «هيرست» بالولايات المتحدة عام 1923، ومع ذلك ظل «الأهرام» يلتزم به حتى عام 1957. وشملت الخطة أيضًا بناء مبنى كبير وحديث يليق باسم «الأهرام» التى كانت عملية تحويلها إلى مؤسسة صحفية كبرى جاريةً على قدم وساق فى ذلك الوقت.