بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
ليس هناك ما يدل على أن شيئًا يتغير فى الصراع الروسى-الأوكرانى بعد ما يقرب من أسبوع من عقد قمة الرئيسين ترامب وبوتين فى ألاسكا. الحرب مستمرة كما هى، وكذلك الحديث عن ضرورة إيجاد حل سلمى. وهو حديث غير واضح المعالم فى الأغلب الأعم، مثله فى ذلك مثل البيانين المقتضبين اللذين ألقاهما الرئيسان الأمريكى والروسى فى نهاية القمة التى أظهرت أن وقف الحرب مازال بعيدًا. وكان الاكتفاء بالبيانين وعدم تلقى أسئلة من الصحفيين مؤشرًا إلى أنه لا جديد بعد يمكن أن يُقال لهم. ويبدو أن كل ما أمكن التوصل إليه تفاهمات عامة جدًا قد يتعذر قبولها من جانب أوكرانيا. لم يتمكن ترامب فيما يبدو من الحصول على أى تنازل من بوتين رغم الحفاوة التى قابله بها لدى وصوله إلى قاعدة إلمندروف ريتشاردسون الجوية، إذ وقف لاستقباله أسفل الطائرة التى أقلته وأمر بوضع سجادة حمراء واصطحبه معه فى السيارة إلى مكان انعقاد القمة. ويصعب تصور إمكان التوصل إلى اتفاق اعتمادًا على تنازلات أوكرانية لا يقابلها أى تنازل روسى. ولكن مع اقتراب موعد اختيار الفائز بجائزة نوبل للسلام للعام الحالى. يحاول الرئيس الأمريكى إعطاء انطباع بأن تقدمًا يحدث نحو إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا لكى يحافظ على حظوظه فى نيل هذه الجائزة التى يتوق شوقًا إليها. والحال، إذن، إن ترامب يحاول أن يركب الصعب فى سعيه إلى الجائزة بدلا من أن يسلك الطريق الأسهل. يستطيع ترامب رفع حظوظه فى نيل الجائزة إلى أعلى مستوى إذا دفع باتجاه وقف حرب الإبادة الشاملة فى قطاع غزة. وهو يستطيع أن يقول لرئيس الحكومة الإسرائيلية كفى، وأن يضغط عليه لقبول اتفاق لإنهاء الحرب، ولكنه لا يفعل، بل على العكس يدعم استمرار الحرب. وإن فعل لن يكون فى حاجة إلى تعجل الوصول إلى حل للصراع الروسى-الأوكرانى لأن بلوغه يتطلب وقتًا طويلاً. ولذا يتعذر تحقيق اختراق فيه خلال الشهرين الباقيين قبل أن تعلن اللجنة المانحة لجائزة نوبل اسم الفائز بها.