بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
في يوم (22 نوفمبر) من عام 1991 انتخب السياسى والدبلوماسي المصرى الراحل، د.بطرس بطرس غالى، كأول أمين عام مصري وعربى لمنظمة الأمم المتحدة، حيث تسلم عمله في أول يناير عام 1992. ولا شك أن هناك الكثير والكثير مما يستحق أن يقال بتلك المناسبة عن د. غالى، كأحد أبرز علماء وممارسى السياسة والدبلوماسية في مصر المعاصرة، غير أننى هنا، بتلك المناسبة، أحب – كأحد تلاميذ د.غالى- أن أستعيد بعض الانطباعات والذكريات عنه.
أولها، قدرته الفذة على الفهم والتقييم الدقيق لتلاميذه، وهم كثر، ولمع الكثير منهم في مناصبهم العلمية والعملية الكثيرة.. وربما يحضرنى هنا بالذات اسم د. أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية البارز.
ثانيها، تقديره السياسى الدقيق، لأولويات السياسة الخارجية المصرية، وحرصه الشديد على تنمية ودعم العلاقات الرسمية مع الدول الإفريقية بالذات. ثالثها، إلتزامه المبدئى باستقلاله في عمله عندما انتخب أمينا عاما للأمم المتحدة والذى بدا بشكل خاص، في إصراره على اعلان نتيجة التحقيق في المذبحة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قرية قانا اللبنانية عام 1996.
والتي أدت إلى إصرار الولايات المتحدة بعدها على عدم التجديد له كأمين عام للأمم المتحدة. رابعها، قيامه – وهو الأستاذ المخضرم للعلوم السياسة، بوضع ثلاث وثائق مهمة: أجندة من أجل السلام، وأجندة من أجل التنمية، وأجندة من أجل الديمقراطية.
وأخيرا.. فإننى أستذكر هنا زيارتى- عام 1995- للدكتور غالى في مكتبه بمبنى الأمم المتحدة الشهير في نيويورك، والذى استعان فيه بكوادر مصرية متميزة، مثل د.فايزة أبو النجا, ومثل وظيفة المتحدث الرسمي للأمم التحدة، الذى كلف به الإعلامى المصرى النابه أحمد فوزى... وحتى الكثير من الوظائف المعاونة والخدمية.
لقد شعرت حينها وكأن تلك المنظمة الدولية العريقة قد اكتست- وقت تولى د.غالى- حلة مصرية خالصة. تحية لروح بطرس غالى وذكراه العطرة!.