بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
فى الموضوع الرئيس لأهرام أمس ( 12 مايو) فى تغطيتها لاحتفال وزارة التضامن الاجتماعى، أمس الأول، بمرور 10سنوات على بدء عمل برنامج «تكافل وكرامة»، ورد فيه قول د.مدبولى أن الدولة «تمتلك اليوم أكثر من 22 برنامجا للحماية الاجتماعية، بميزانية تقترب من 635 مليار جنيه سنويا إلخ» و«أن انطلاق تكافل وكرامة، استند إلى فلسفة واضحة فى الاستثمار فى رأس المال البشرى». والحقيقة أننى عندما قرأت كلمة «رأس المال البشرى» أطلقت فى نفسى، الصيحة الشهيرة التى أطلقها ذات يوم عالم الرياضيات اليونانى العبقرى «أرشميدس» عندما لمعت فى ذهنه فكرة «قانون الطفو»، فانطلق يجرى قائلا «وجدتها»! نعم، وجدتها، وقد سبق أن قلتها مرارا، ولكنى أكررها اليوم، وسوف أظل أكررها دائما «رأس المال البشرى»! تلك أيها السادة، أيها المواطنون ثروة مصر الحقيقية، وذلك هو الأصل أو «الرصيد» المصرى الأساسى! إن ثروة مصر الزراعية محدودة بضفتى النيل وسط الصحراء، والتى سجلتها مقولة المؤرخ اليونانى هيرودوت «مصر هبة النيل» فأصبحنا نستورد معظم ما نأكله من الفول إلى القمح! وثروة مصر الصناعية، أيضا محدودة، منذ نهضتها الحديثة على يد محمد على باشا، وماتلاها من نهضة على يد «صنايعية» مصر العظام. ومع أن جمال عبدالناصر رفع بحسن نية لواء التصنيع «من الإبرة للصاروخ»، إلا أننا لم ننتج إبرة ولا صاروخا! ومع ذلك احتفظت مصر بمكانتها وريادتها المكتسبة من رصيدها البشرى العظيم، من ناسها وبشرها، من مثقفيها ومعلميها وعلمائها وفنانيها، الذين حملوا العلم والمعرفة والثقافة والفنون للعالمين العربى والإسلامى بل للعالم كله. ولذلك أيها السادة.. أيها المواطنون، أيها المسئولون، اهتموا أولا، وقبل أى شىء، بذلك الرصيد المصرى العظيم، غير القابل للنفاد: بالتعليم، وبالتربية، وبالثقافة، بإعادة «عيد العلم» ومكافأة المتفوقين والمبدعين. بأولوية الاستثمار فى رأس المال البشرى، كما قال د. مدبولى!