كشفت دراسة حديثة، نُشرت في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في مجلة الطب النفسي «the journal Translational Psychiatry» عن أدلة توضح فوائد استخدام أدوية علاج مرض ألزهايمر في تحسين المهارات الإدراكية في الأطفال المصابين بالتوحد المصحوب بانخفاض في معدل الذكاء (low IQ) ما يعطي أملاً كبيراً في تحسن هذه الحالات في المستقبل.
الإصابة بالتوحد مع إعاقة ذهنية
أوضح الباحثون من عدة جامعات أميركية أن الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب طيف التوحد، ويعانون أيضاً من إعاقة ذهنية استفادوا من أدوية ألزهايمر بشكل واضح. وتعاني نسبة تبلغ 39.6 في المائة من الأطفال بسن 8 سنوات المصابين بالتوحد من الإعاقة الذهنية.
ويواجه هؤلاء الأطفال تحديات كبيرة في النمو على المستوى البدني والإدراكي، تؤثر بالسلب على صحتهم وتجعلهم أكثر عرضة لخطر حدوث مضاعفات على المدى الطويل؛ لأن ضعف الإدراك في مرحلة مبكرة من العمر يجعل الطفل عاجزاً عن التعامل مع الأمور الحياتية البسيطة، بالإضافة لتراجع حالته النفسية.
ألزهايمر وتدهور الإدراك
من المعروف أن مرض ألزهايمر يتميز بتراجع مستمر للذاكرة، وتدهور تدريجي للإدراك، لذلك يتم استخدام أدوية عصبية تعمل على معالجة هذه العيوب، وتحسين الوظائف الإدراكية ومحاولة تقوية الذاكرة. وفي المقابل تهدف الأدوية التي تستخدم في علاج مرض طيف التوحد إلى معالجة التوتر وفرط النشاط المصاحب للمرض بشكل أساسي، ولا تستهدف تنمية القدرات الإدراكية للطفل.
تشابه المسارات العصبية
أوضح العلماء وجود تداخل وتشابه بين كثير من مسارات النقل العصبية التي يحدث لها تعطل في مرض ألزهايمر، مع المسارات العصبية لبعض الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد؛ خصوصاً الذين يعانون من انخفاض درجات الذكاء، ما يعني أن علاج الخلل في هذه المسارات لتحسين القدرات المعرفية في مرض ألزهايمر، بالضرورة يمكن أن يفيد الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
دراسة مراجعة
راجع الباحثون كثيراً من الدراسات التي أُجريت لمعرفة آثار استخدام أدوية ألزهايمر على أطفال التوحد، في الفترة بين عامي 2002 و2024، وشملت 353 طفلاً ومراهقاً مصابين جميعهم باضطراب طيف التوحد مع درجات ذكاء منخفضة، وتراوحت أعمارهم بين عامين و20 عاماً. وكانت هناك بعض الدراسات التي تم إجراؤها على مجموعة صغيرة جداً من المرضى، وهناك دراسات شملت نحو 150 طفلاً.
وقد اهتمت معظم الدراسات بثلاثة أدوية رئيسية لعلاج مرض ألزهايمر معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وهي: دونيبيزيل، وريفاستيغمين، وميمانتين.
وجرَّب العلماء جرعات مختلفة لكل طفل، لمعرفة قدرة الأدوية على تحسين الإدراك وزيادة درجات الذكاء في هؤلاء الأطفال بأقل الجرعات الممكنة، وأيضاً لمعرفة وجود أعراض جانبية خطيرة من عدمه. واختلفت الفترات اللازمة للعلاج بشكل كبير جداً؛ حيث تراوحت فترات العلاج بين أقل من أسبوعين وأكثر من 4 سنوات كاملة.
تقييم كفاءة الأدوية
ولتقييم كفاءة الأدوية، ركَّز الباحثون بشكل أساسي على مدى تحسن المهارات الأساسية في الأطفال المصابين، مثل اللغة والقدرات الإدراكية والذاكرة، ولاحظوا حدوث تحسن بالفعل في بعض حالات الأطفال الأصغر سناً، ولكن لم يحدث تحسن بالقدر نفسه في المراهقين. وبالنسبة للغة، شمل التحسن القدرة على فهم اللغة التي يتم التحدث بها (لغة الاستقبال) وأيضاً التحسن في القدرة على التعبير (لغة الإرسال).
ولاحظ العلماء أن فترات العلاج الطويلة التي امتدت إلى سنوات عدة، ساهمت في تحسين حياة الأطفال بشكل واضح، وحدث بها تحسُّن في القدرات الإدراكية بشكل عام، وكذلك تحسن في الذاكرة، وارتفاع في درجات الذكاء بشكل طفيف، كما زادت الاستجابة لتنفيذ المهام المختلفة، وحدث انخفاض في التصرفات الاندفاعية والتوتر.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
علماء يكتشفون مركبات طبيعية قد تحمي الدماغ من ألزهايمر
6 أطعمة تساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر والخرف
أرسل تعليقك