اعترافات ومراجعات 113 المثقف الموسوعي ودوره

اعترافات ومراجعات 113 المثقف الموسوعي ودوره

اعترافات ومراجعات 113 المثقف الموسوعي ودوره

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 113 المثقف الموسوعي ودوره

بقلم : مصطفى الفقي

هناك مدرستان للإبداع الفكرى والفنى تمضى إحداهما أفقية الاتجاه وتمضى الثانية رأسية التأثير ورغم ظهور النظريات الحديثة التى انحازت لمفهوم التخصص ورفضت شيوع المعرفة، بل وأنكر بعضها نظرية وحدة المعرفة بالكامل، حيث قال دعاة هذه المدرسة إن التخصص هو لغة العصر وهو الأداة المقبولة للتأثير فى الإمكانات الذهنية للوصول إلى الأعماق فيما يتصل بفكرة معينة أو رأى بذاته، بينما أصر دعاة وحدة المعرفة على تأكيد أنها كالأوانى المستطرقة تصب من اتجاه إلى الآخر للوصول إلى الإشباع الروحى والمادى ولقد تبنت المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الاهتمام الحديث بالتراث غير المادى فى انفتاح واضح على الجوانب المؤثرة فى ميادين الآداب والعلوم والفكر والفنون، ذلك أن التراث المادى يلمسه الجميع ويعترف به آثارًا باقية وتراثًا عمرانيًا يتعذر إنكاره، أما التراث غير المادى فقد يكون لعبة رياضية أو وجبة غذائية أو صفة وراثية تمضى وراءها الأجيال تحافظ عليها وتعتز بها، وإسرائيل دولة ذات باع طويل فى السطو على فكر الآخرين وتراثهم الباقى، بل إن يهود العالم يشنون حملات متتالية على التراثين المادى وغير المادى فى تاريخ مصر العريق، فأهرامات مصر لديهم هى صناعة وهمية لمخلوقات فضائية،

والمصريون لا علاقة لهم ببنائها العبقرى وهندستها التى تستعصى على الجميع حتى الآن، أما الوجبتان الشعبيتان فى مصر الفول والفلافل فإن الإسرائيليين يزعمون أنها وجبات يهودية، والمصريون مجرد مستهلكين لها، وما أكثر النماذج التى تدل على حالة السطو المنتظم على تراثنا المادى وغير المادى، وهنا تبرز مهمة المثقف الموسوعى المعاصر الذى يضرب بسهم فى كل اتجاه، ويستطيع أن يستكشف ملامح الإطار الحضارى لدينا ويتلمس بسهولة مكوناته التى تعتبر شاهدًا على مسيرة التاريخ وأصالة التراث، والموسوعى بطبيعته هو ذلك الذى يدرك الارتباط الوثيق بين فروع العلم المختلفة ومصادر المعرفة المتعددة ويربط بينها ربطًا موضوعيًا تتسع له مساحة المعرفة الموسوعية المعاصرة، وأنا شخصيًا من المتحمسين لنظرية وحدة المعرفة بل والمؤمنين بها، فالعالم الفنان أفضل من العالم فقط، والمفكر الأديب أفضل من المفكر المجرد من أسباب الخيال ومظاهر التطور المختلفة لما يحيط بنا من ظواهر يستعصى بعضها على الفهم البشرى والأفق العادى، ولقد تعلمت البشرية عبر القرون الماضية أن وحدة المعرفة تؤدى بالضرورة إلى تشابك العلوم وتداخلها على نحو غير مسبوق، ذلك أن بعضها يعتمد على البعض الآخر ويستمد سبب وجوده من عناصر أخرى تهتم بالخطوط الرفيعة للتواصل بين أطراف الفكر والعلم والفن والأدب وغيرها من مظاهر الوجود المتسارع لديناميات الحياة والإيقاع السريع المرتبط بتكنولوجيا العصر وأدوات التقدم المبهرة التى ترتفع بالعقل البشرى إلى مراتب عليا لم تكن متاحة له فى القرون الماضية.

تحية لكل مثقف موسوعى فى العالم العربى استطاع أن يوظف قدراته لخدمة وطنه وأمته والسمو بهما إلى آفاق المستقبل الواعد والعالم الذى يختلف اليوم عن كل ما مضى من عصور وكل ما شهدناه من تحولات!.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 113 المثقف الموسوعي ودوره اعترافات ومراجعات 113 المثقف الموسوعي ودوره



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

بسمة بوسيل تكشف سراً جديداً عن روتينها اليومي

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 16:11 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab