فى كورونا «العرب أفضل من الأمريكان والأوروبيين»

فى كورونا: «العرب أفضل من الأمريكان والأوروبيين»!

فى كورونا: «العرب أفضل من الأمريكان والأوروبيين»!

 العرب اليوم -

فى كورونا «العرب أفضل من الأمريكان والأوروبيين»

بقلم - عماد الدين أديب

كارثتان تسيطران على العقل السياسى العربى: كارثة النفاق، وكارثة تحقير الذات! إنهما حالتا تطرف من النقيض إلى النقيض!

ننافق غيرنا حتى لو وضعنا على صلبان وساقنا إلى معتقلات بغير وجه حق!

ونحقر أنفسنا وحكامنا حتى لو أشعلوا أصابعهم العشرة من أجل خدمتنا وتحسين أحوالنا!

وما بين النفاق الكامل والتحقير المدمر تضيع الحقيقة وتغيب أى إمكانية لرؤية موضوعية لواقع الأمر!

عشنا منذ الحرب العالمية الثانية حتى تفشى وباء الكورونا ونحن نؤمن بأن العالم الذى نحياه عالم متقدم متحضر قوى منظم كفء قادر يمثل القدوة والنموذج الأمثل وهو مجتمع الحضارة الأنجلوساكسونية فى الغرب الأوروبى - الأمريكى.

وعشنا نؤمن بأن النصف الآخر من العالم هو العالم المتأخر، المستهلك، المستورد، غير المبتكر، عديم الإبداع، الرجعى، قليل الوعى، محدود الثقافة، المتأخر فى استيعاب العلم والتكنولوجيا، وذلك هو عالم الشرق الذى ننتمى له.

ولذا فالأحداث الأخيرة تصبح كاشفة فاضحة لتنهى وهم تفوق الغرب وتخلف الشرق، وتظهر لنا ضعف إدارتهم، وبطء قراراتهم، وقلة مخزونهم السلعى، واهتراء نظامهم الصحى.

وفى أحداث الكورونا بقدر ما كان أداء الأطباء والجيش والأمن عندنا عظيماً، فيه تفانٍ وإنكار للذات، كان أداء النخبة والإعلام مربكاً مزعجاً مخزياً بقوة للتشكيك والأخبار الكاذبة والتحقير من كل إنجاز إنسانى وجهد وطنى وكأن التقدم قاصر على جنس بشرى وحيد دوناً عن غيره، ونسينا أننا فى عصر الأندلس كنا نتسيد العالم علمياً وحضارياً.

وصلنا فى تحقير الذات إلى تشويه كل جهد حكومى، وكل قرار مسئول، وكل نشاط شعبى على أنه خاطئ، ضعيف، سيئ، مشكوك فى قدرته على الإنجاز.

زايدنا على الذين يحملون حياتهم على أكفهم من أجل إنقاذنا!

زايدنا على قرارات الحظر واعتبرناها مقيدة للحريات، معطلة لحركة المجتمع بلا داع ولا منطق ولا ضرورة.

اعتبرنا إيقاف الأنشطة والتجمعات من كرة قدم، ومعارض، وحفلات، ومؤتمرات، ومدارس، وأعمال ومصانع على أنه إضرار لا داعى له بالاقتصاد وأرزاق البلاد والعباد.

اعتبرنا منع صلاة الجماعة فى المساجد والكنائس وصلاة الجمعة ومنع السفر لأداء الفرائض الدينية على أنه تدخل فى قدر الله وتعطيل لركن من أركان الإيمان والأديان.

تصرفنا بتعالٍ وعنجهية وعدمية دون أن نقدر حجم الأزمة، وهول المفاجأة، وخبث وتخابث الفيروس، وغموض التعامل معه وصعوبات إيجاد علاجات له.

تعاملنا كعرب وكأننا وحدنا الذين تعرضنا إلى جائحة هذا الوباء الفيروسى، ونسينا أو تناسينا أنه أصاب 195 دولة حتى الآن، وأصاب مليوناً ومائتى ألف حتى الآن، وأدى لوفاة من 5 إلى 7٪ من المصابين، ونتج عنه شفاء من 12 إلى 15٪.

فكرنا داخل أنفسنا ولم نقارن أداءنا بأداء العالم كله، وفقدنا القدرة على التقييم الموضوعى والتقدير المتوازن للأمور والوقائع.

هذه المرة نقولها بأمانة: أداؤنا كبشر وحكومات أفضل من كبريات الدول والمجتمعات التى كنا نظن أنها نموذج يُحتذى به فى كفاءة الإدارة، وفاعلية الإنجاز.

تعاملنا بقوة وكفاءة، رغم ضعف قدراتنا، أفضل من حكومات أنفقت تريليونات -تاريخياً- على بناء أنظمتها الصحية.

تعالوا نستعرض الوقائع.. ونسأل:

1- متى بدأ قرار الحظر الذى دعت إليه منظمة الصحة العالمية؟ كنا بحساب التاريخ أسرع من أوروبا والولايات المتحدة.

2- حجم التزامنا بالبقاء فى البيوت فى القاهرة، والرياض، وعمان، وبيروت، أفضل بكثير من التزام سكان روما، وباريس، ونيويورك، ولوس أنجلوس ومدريد، ولمن لا يصدق اقرأ جيداً تقرير أمبريال كوليدج الشهير وبيانات منظمة الصحة العالمية.

3- سرعة تلبية الحكومات العربية لاحتياجات الناس فى توفير الكمامات والمعقمات أفضل بكثير من دول كبرى مازالت حتى الآن تعانى من نقص فى توفيرها أو تبيعها بأسعار مجنونة.

4- الكشف المجانى على الفيروس والعلاج المجانى متوفر لدينا، بينما هناك نقص مخيف فى عواصم ومدن كبرى أكثر تقدماً وثراء منا.

5- مسارعة معظم دولنا العربية بتوفير أسطول نقل جوى للعالقين من مواطنيها من الصين إلى لندن، ومن القاهرة إلى الرياض، ومن لندن إلى أبوظبى بينما مازالت هناك جاليات أوروبية وأمريكية عالقة حول العالم لا تجد من يهتم بها.

6- شبكة الأمان التى وفرتها حكومات عربية لمواطنيها، والإعفاءات من الرسوم والغرامات، وتوفير السلع الأساسية للمواطنين أمر أشادت به منظمات دولية واعتبرته نموذجاً يحتذى به فى التكافل الاجتماعى، وأرقام الإصابات ومعدل الشفاء والوفيات عندنا مقارنة بالعالم تشهد على هذا التقييم الموضوعى.

وأخيراً وضع رجال الجيش والشرطة والدفاع المدنى والحرس الوطنى والأطقم الطبية الحكومية والقطاع الخاص الطبى، والمتطوعون من الشباب والمتعاقدون من الأطباء، أنفسهم فى خط الدفاع الأول من أجل مواجهة الوباء دون خوف أو حساب مكسب أو خسارة.

يجب ألا نجلد أنفسنا. نحن نخطئ كثيراً كثيراً.. ولكن هذه المرة اجتزنا الاختبار بكفاءة أفضل من غيرنا الذى كنا نرى فيه نموذجاً يُحتذى به فى التقدم والكفاءة والعطاء.

بالمقارنة بأداء دول مثل الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان لسنا أفضل، لكننا كنا أسرع وأكثر كفاءة ومسئولية من أمريكا وأوروبا وأفريقيا مجتمعة.

صحيح أننا وقعنا فى بعض الأخطاء، ولكن أخطاءنا تهون أمام الحسابات المميتة لترامب وجونسون وماكرون.

صحيح أن بعض عواصمنا لم تلتزم تماماً، لكن أداءها كان أفضل من نيويورك وباريس ولندن ومدريد وروما.

الآن ثبت لنا أن نموذج دول الأطراف: تركيا، إيران، إسرائيل، ليست فى هذه الأزمة أفضل منا أو أكثر كفاءة، بل إن الأرقام تثبت العكس!

الآن ثبت لنا أننا عند الشدائد نُظهر أفضل ما فينا، وأن السيئ بداخلنا كان وما زال موجوداً، لكنه لا يمثل الأغلبية منا.

نحن بخير، وسنكون بإذن الله بخير، علينا أن نتوقف عن تحقير الذات، والحمد لله على كل شىء.

arabstoday

GMT 05:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 20:10 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

خواطر حول الوطن والإنسان

GMT 12:25 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

كريم عبدالعزيز ومواصفات السوبرستار

GMT 19:23 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

رأسمالية مصر الجديدة

GMT 19:23 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

معركة «تيك توك» وأسئلة القيم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى كورونا «العرب أفضل من الأمريكان والأوروبيين» فى كورونا «العرب أفضل من الأمريكان والأوروبيين»



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ العرب اليوم

GMT 11:33 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب المغرب

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب شمالي تشيلي

GMT 15:01 2024 الأحد ,24 آذار/ مارس

مبابي يلمح لحسم انتقاله إلى ريال مدريد

GMT 14:54 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

بلينكن يحذّر إسرائيل من مخاطر اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab