شرعنة استخدام السلاح النووى

شرعنة استخدام السلاح النووى

شرعنة استخدام السلاح النووى

 العرب اليوم -

شرعنة استخدام السلاح النووى

بقلم : أسامة غريب

لا شك أن الإدارة الأمريكية فى أسابيعها الأخيرة قد بلغت قدرا من الشطط والجنوح إلى حد أنها لم تعد تعبأ كليا بالشعب الأوكرانى، وغامرت بتقديمه لقمة سائغة للروس. إن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لقصف العمق الروسى ليس من شأنه أن يعيد التوازن إلى جبهات القتال لكنه يشكل استفزازا خطيرا للروس الذين لن يتسامحوا مع ضربات تنال من مطاراتهم أو مخازن صواريخهم أو عمقهم السكانى. وعلى الرغم من أن موسكو قد نقلت مبكرا كل ما يغرى بالقصف وخبأته فى قواعد فى أقصى الشرق بعيدا بآلاف الكيلومترات عن أى صاروخ أوكرانى، إلا أن الرد الروسى على استخدام صواريخ أتاكامز الأمريكية، وكذلك صواريخ ستورم شادو البريطانية كان بالغ الجسارة والتأثير، إذ استعمل الروس للمرة الأولى صاروخا فرط صوتى متوسط المدى أطلقوه من منطقة استراخان فى روسيا الآسيوية، وقد سمحت قدرته التدميرية بمسح مجمع مصانع تنتج الصواريخ فى مدينة دنيبرو. يريد بايدن تلغيم الساحة الأوكرانية أمام الرئيس الجديد ترامب مستغلا جهل زيلينسكى وتبعيته المطلقة وفرحته الطفولية بقصف المدن الروسية، غير مدرك بالورطة التى اندفع إليها.

لم يسأل الرئيس الأوكرانى حلفاءه الغربيين: وماذا أفعل بعد أن أقصف العمق الروسى؟.. ماذا أفعل إزاء الرد الجنونى الذى ستتعرض له العاصمة كييف؟ للأسف لم يقدم له حلفاؤه نظاما دفاعيا صاروخيا مثل نظام ثاد الذى قدموه لإسرائيل، ولم تقدم له بريطانيا طائرات تايفون، كما أن فرنسا لم تزوده بطائرات رافال. وطبعا ليس السبب هو خشيتهم من التصعيد لكن السبب هو خشية انكشاف أسلحتهم التى يقومون بترويجها وبيعها لدول العالم التى تشاهد الحرب على الهواء. لم يقدموا للأوكران ما يساعد على كبح جماح الوحش الروسى الذى أثاروا جنونه لأن تجربة تقديم دبابات ليوبارد الألمانية وأبرامز الأمريكية وتشالينجر البريطانية لم تكن مرضية فى أرض المعركة، وقد وقعت دبابات سليمة فى أيدى الروس وصارت غنيمة بين أيدى المهندسين الروس. إن الخوف من اندلاع حرب نووية بين روسيا وحلف الناتو ليس فى محله، فهذا الأمر لن يحدث أبدا. يريد بايدن وحلفاؤه فى لندن وباريس الضغط على أعصاب الرئيس بوتين وجعله يغير العقيدة النووية، وهو الأمر الذى فعله كما أرادوا. هم يأملون أن يتهور بوتين ويقصف أوكرانيا بأسلحة نووية تكتيكية، وإذا حدث ذلك فإن الأمريكان لن يردوا بقصف موسكو فترد روسيا بقصف نيويورك، ولن يرد الإنجليز والفرنسيون بالنووى فترد روسيا بمسح لندن وباريس.. لن يحدث شىء من هذا، لكنهم سيقدمون لترامب فى ٢٠ يناير القادم عالما جديدا استخدم فيه الروس السلاح النووى بما يسمح له هو أيضا بأن يستخدم نفس سلاح الدمار الشامل ضد إيران وبما يسمح لإسرائيل بقتل سكان غزة والضفة أجمعين بالنووى التكتيكى وسط صمت العالم. الغرب يريد شرعنة استخدام السلاح النووى حتى يحسم معاركه بسرعة مع القوى غير النووية. أما الذين يحوزون أسلحة نووية مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية فهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرعنة استخدام السلاح النووى شرعنة استخدام السلاح النووى



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab