تحالفات روسية جديدة

تحالفات روسية جديدة

تحالفات روسية جديدة

 العرب اليوم -

تحالفات روسية جديدة

بقلم: أسامة غريب

ازدادت بشكل كبير وتيرة وحجم العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ضد الدول التي لا تنصاع لمشيئتها خلال السنوات الماضية، حتى بلغت حدودًا شديدة الشراسة والوحشية، واعتادت واشنطن أن تجرَّ وراءها طابورًا طويلًا من الدول التي تطبق- بشكل عميانى- العقوبات الجائرة بحق المغضوب عليهم خوفًا من النقمة الأمريكية.. وكل ذلك للأسف يتم خارج مظلة الأمم المتحدة!.

كانت روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتى تسعى لنيل رضا الغرب، ولهذا فقد كانت في طليعة الدول التي تطبق العقوبات بحق من تشير نحوهم واشنطن، وقد تعرضت إيران في هذا السياق إلى مواقف شديدة الصعوبة، منها امتناع روسيا عن تسليمها أسلحة تم الاتفاق عليها ودفع ثمنها خوفًا من الأمريكان ورغبة في كسب ودهم.. ليس هذا فقط وإنما قامت روسيا طيلة السنوات الماضية بمشاهدة الطيران الإسرائيلى يعربد في سماء سوريا ليضرب مواقع إيرانية دون أن تكلف نفسها عناء إبلاغ الإيرانيين والسوريين ليأخذوا حذرهم!.

كل هذا فعلته روسيا عندما كانت تتطلع لأن تكون جزءًا من العالم الغربى، تخوض معاركه وتتقاسم معه الجوائز وتشاركه العدوان ضد الآخرين.. لكن هذا الوضع تغير الآن بعد أن تبددت الأوهام وأصبحت روسيا اليوم في مرمى أقوى حزمة عقوبات تطبقها مجموعة دول ضد دولة ليست في حالة حرب معهم!.

في ظل هذه الظروف يصل الرئيس الروسى إلى طهران لحضور اجتماع ثلاثى مع الرئيسين الإيرانى والتركى لمناقشة الوضع في سوريا.. لكن بعيدًا عن اجتماع بوتين بأردوغان، فإن بقية الزيارة ستشمل اجتماعات ثنائية مع إبراهيم رئيسى وكذلك مع السيد على خامنئى القائد الأعلى لإيران. من الواضح أن موسكو باتت الآن تدرك أن حاجتها للإيرانيين قد تضاعفت، لأنها أصبحت تتشارك معهم التعرض لعقوبات ستبقى معها لسنوات طويلة قادمة، وهى عقوبات تعوّدت عليها إيران منذ ما يزيد على أربعين سنة، ولا يوجد أكبر من التعاون المشترك وسيلة للتغلب على حصار الغرب.

ولا شك أن الطريق الجديد المسمى (الشمال- الجنوب)، الذي يبدأ من سان بطرسبرج الروسية وبحر قزوين وإيران مرورًا بالمياه الخليجية وصولًا حتى الموانئ الهندية، قد أصبح ملاذًا لتجارة روسيا نحو الجنوب بعد أن أُغلقت الموانئ الأوروبية في وجه الأسطول التجارى الروسى.. ومعروف أن هذا الطريق يقلص زمن عبور البضائع من روسيا للهند بمقدار خمسين بالمائة، وإيران هي العمود الأساسى في هذا الطريق.

وإذا صحت كذلك الأنباء التي تحدث بها جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى بالبيت الأبيض، عن أن إيران تعتزم تزويد الروس بمئات الطائرات المسيرة، فإن هذا يفتح بابًا لشراكة استراتيجية وليس مجرد تعاون اقتصادى.

من المعتقد أن الروس وقد أدركوا أن (الحب من طرف واحد) قد أغرى بهم الغرب وجعل حلف الناتو يتمدد حتى طوق روسيا وأصبح قريبًا من حدودها، سوف تكون لهم في المستقبل مواقف وتحالفات مع الدول التي لم تستجب لتنفيذ العقوبات الغربية ضدهم، مثل إيران والهند والصين وجنوب إفريقيا، ليس فقط بسبب أن موسكو قد ثابت إلى رشدها، ولكن لأنه لا يوجد غير هذه البلدان يقبل التعاون معها!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحالفات روسية جديدة تحالفات روسية جديدة



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:11 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على نجاح حفله في أستراليا

GMT 02:41 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

هذه القصة المُحزنة

GMT 00:26 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

غوتيريش يطالب بوقف إطلاق نار دائم في غزة

GMT 00:46 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 19مايو / أيار 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab