الصورة والرسالة

الصورة والرسالة

الصورة والرسالة

 العرب اليوم -

الصورة والرسالة

حسن البطل

أترك لزملائي مقالات التحليل والتركيب للحدث الخاطف في "باب الشمس" وأنصرف قليلاً إلى أمرين: الصورة الفوتوغرافية للحدث؛ ورسالة الأديب إلياس خوري لصنّاعه. الصورة: كانوا على التلة مئات قليلة، لكن كان العلم رباعي الألوان وحده مرفوعاً مرفرفاً على الخيم وفي الأيدي. رأيت "البحر الأخضر" في "ساحة الكتيبة"؛ ورأيت "البحر الأصفر" في "ساحة السرايا".. وكان رباعي الألوان طفلاً رضيعاً يكاد يختنق؟ الرسالة: بدأ إلياس خوري "لن أقول يا ليتني كنت معكم، فأنا معكم".. ولن أقول قولاً على قول مؤلف رواية "باب الشمس" سوى أنه أكثر اللبنانيين فلسطينية، كما صبحي الحديدي أكثر السوريين فلسطينية. أتوقّف عند روايتين في مسيرة رواياته. الأولى "الجبل الصغير" استعارة من الاسم القديم لتلة الأشرفية ـ شرقي بيروت، وكان المكان طفولة إلياس وشبوبيّته، وكُتبت الرواية بتقنية فنية حديثة، ربما متأثّراً بالروايات الفرنسية الجديدة. آمنت لمّا قرأت باكورته أنه سيضيف بصمته الأدبية على الأدب العربي.. وقد فعل في رواية ـ ملحمة "باب الشمس" وربما أراها أحسن وأوفى ما كتب أديب عربي وفلسطيني عن النكبة. أحبّ لغته وأسلوبه في الصحافة والرواية.. دافئة حتى حارّة؛ وحارّة حتى انصهار الحديد، ولعلّ اللغة والأسلوب هما ما جمعه إلى لغة درويش في النثر، إضافة إلى هذا النزق "الطوشاني" الهجومي في لغتهما الشفهية والحوارية. لي مع إلياس "طوشة" طريفة إبّان الحرب الأهلية اللبنانية. هو عنده مشكلة انحراف في البصر، ولدي مشكلة ثقل السمع.. ومن ثم، هو لا يقود السيارة بنفسه ولا أنا، أيضاً. كانت زوجته الراقية نجلاء سائقة أحياناً، والسوّاق العموميّون صاروا على حذر تحت القصف في الحرب، وعندما وضعت زوجته طفلهما طلال (على اسم صديق له سقط شهيداً) حلّت أخت زوجته جاكلين في خدمته كسائقة ماهرة جداً، فهي أمهر من رأيت في ركن السيارة في أضيق فسحة، وبأقل الحركات. كان لدي وزوجتي درّاجتان ناريّتان: خفيفة (فيسبا) ذات سرعة واحدة باليد، ومتوسطة ذات سرعات في الدوّاسة. كنت أستخدم الخفيفة في تنقُّلاتي من البيت للمكتب إبّان أيام القصف وقلة السيارات (تهكّم عليّ محمود درويش لأنني أقود تحت القصف الداهم أحياناً). طاوشني إلياس حتى لطش درّاجتي أيّاماً، إلى أن اعترضت زوجته لزوجتي وهذه لي: إن وقع حادث لإلياس ستكون أنت السبب.. وجاء دوري لمطاوشته واستعادة "الفيسبا" خاصتي. كان إلياس مبشّري بأن زوجتي حامل، فقد أغمي عليها في مطار روما، وبيّن الفحص السبب، فاتصلت بإلياس هاتفياً، فترك على بابي رقعة بخطّ يده: "بشرى.. منى حامل"! كان إلياس مدير تحرير مجلة "شؤون فلسطينية" برئاسة محمود درويش، ثم "مجلة الكرمل" برئاسته في الحقبة البيروتية، وعندما زرته كان منهمكاً في تحرير مواد "شؤون فلسطينية" تدقيقاً لغويّاً، وشطباً للحشو، قلت له: هؤلاء كتّاب كبار، فردّ بنزق: خذهم وحرّرهم.. ثم كان عليّ أن أحرّر مجلة "فلسطين الثورة" من الحشو الخشبي في لغة الكتابة. حسمت أن إلياس أكثر اللبنانيين فلسطينية، قبل وجود المنظمة في لبنان وبعدها، خصوصاً، لكن واحداً متحاملاً على انحيازه الفلسطيني خلط بينه وبين الصحافي والأديب اللبناني ـ الفلسطيني نبيل خوري، فردّ إلياس: ليتني أنال الشرف الفلسطيني، لكن جدّي وأباه لبنانيان مثلي. .. ثم كتب لشباب "قرية باب الشمس": "أراكم فتكبر في قلبي الكلمات. أرى الكلمات فتكبرون في وجداني". *** بين عشيّة وضُحاها أزال الجيش قرية الخيام الفلسطينية.. لكن، بؤرة "ميغرون" وبؤرة "عمونة" قرب رام الله انتظرت وتنتظر سنوات لتنفيذ حكم محكمتهم العليا بإزالة "بؤرة غير شرعية"، أو نقلها مئات الأمتار.. وقرية إقرث وقرية كفر برعم تنتظران 64 سنة لتنفيذ أحكام متتالية بعودة أهلهما إليهما. ذلّل الحكم الأسباب الطارئة والأمنية وانصاع لها، وداس نتنياهو كرامة المحكمة وهي آخر ما تبقّى من ديمقراطية إسرائيل، بعد أن تهاوت مكانة الكنيست والأحزاب والمؤسسات المؤسسة للدولة.. والجيش، أيضاً. .. وتطاولوا على مركز "رئيس الدولة" ورأيه السياسي وسخّفوا رأي أهم كتّابهم عاموس عوز، والاثنان يريان أن الاحتلال هو الخطر الأول على يهودية إسرائيل.. ومن قبلهما قال هذا "نبي الغضب" إلياهو ليبوفتش عالم التاريخ اليهودي اللاذع! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

arabstoday

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الدعم الأميركي والعقوبات على «نيتساح يهودا»

GMT 00:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

غزة... دمار وسرقة وتجار

GMT 00:44 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عدالة القطع

GMT 00:41 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الفارس «محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ»

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أميركا ــ إسرائيل وبعض علامات الأزمنة

GMT 00:36 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

السودان في العام الثاني من الحرب

GMT 00:34 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«فيلم أميركي طويل»... خطير!

GMT 23:59 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

زيارة إلى اليمن الجريح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصورة والرسالة الصورة والرسالة



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab