الـقـبـر ظـلّ  فـارغــاً
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

 العرب اليوم -

الـقـبـر ظـلّ  فـارغــاً

بقلم - حسن البطل

«ميتة شنعاء». قال الصديق معقباً على الرواية.
أنا الراوي . الرواية لم تنته بالموت . أنا الراوي الحي لقصة موتي. ها أنا أنظر - بعد ثلاثين عاماً من مشروع موتي إلى مشروع قبري. أنظر من سفح الجبل إلى قبري في حضن الجبل.
لكن، يوم متّ .. سقطت، فأخذني انفجار عتمة الموت في ضوء القمر. كنت أركض ليلاً، فهويت في خسفة من جبل قاسيون، المطل على دمشق.
ليلاً لاقيت حتفي البشع. كانت الأنوار أقل مما هي الآن. أنوار دمشق الشام؛ وأنوار شرفة المدينة على جبل قاسيون.
جبل يحوي بعض رفات أولياء الله الصالحين. هؤلاء لم يموتوا مثل موتي؛ ميتة التيس الذي تردّى في خسفة كارستية في بطن جبل قاسيون.
هذا يكون ليلاً، وإذا نظرت من الجبل إلى دمشق:
أما نهاراً، وفي وضح الشمس، يبدو ذلك الانخساف الكارستي يقطع انحداراً سلساً للجبل. تبدو «الخسفة» مثل فم فاغر لعجوز أدرد. في مثل ضحكة عجوز تبدو «الخسفة».
قبل أن أموت، قلت: لنركض. لنتسابق في نزول الجبل هرولة. كنت ضامناً الفوز في ذلك السباق الليلي؛ في ذلك اليوم الصيفي .. في ليل اكتمل بدره الأبله.
كنا تسعة شباب أو عشرة. بدأنا سباقاً من أسفل مبنى البث التلفزيوني على قمة جبل قاسيون. كان ذلك سباقي الليلي الجبلي الأول، منذ كنت غلاماً أتسابق مع أصحابي في قيظ الظهيرة. نتدحرج على سفح جبل آخر. جبل أجرد يحدّ سهول الغوطة شمالاً. جبل اسمه «أبو العتا» فهو جبل عاتٍ.
كان في أسفل جبل الطفولة عين ماء غريبة؛ عينا ماء غريبتان .. ومتجاورتان: واحدة باردة مياهها؛ والثانية مياهها كبريتية فاترة. تصبّان في بركة، وتصنعان جدولاً يصل «مستشفى المجانين»؛ مشفى ابن سينا، على طريق دمشق - حمص. وقالوا: كان يصل تدمر في زمن زنوبيا.
كنا نسبح في تلك البركة. نأكل تيناً جبلياً شهياً، ثم نتسابق إلى صعود الجبل .. ونتسابق في نزوله.
في سباق النزول القديم، كنا ندفع جلاميد إلى الهاوية. تتقافز الجلاميد كالشياطين.
عندما تهمد أسفل السفح .. تغدو تامة الاستدارة.
قد يتساءل هواة الآثار عن «شياطين» نقروا هذه الجلاميد. دعهم يتساءلون عن سر جلاميد مكوّرة قطرها متران أو ثلاثة.
كان ذلك يجري على سفح جبل «أبو العتا» أعلى جبال السلسلة التدمرية، المتفرعة عن جبال لبنان الشرقية.
سنكون يوماً تحت الثرى، والجلاميد المكوّرة ستبقى دهوراً في الهواء الطلق لحيرة علماء الآثار!
في سباقي الجبلي، الذي انتهى بموتي، على سفح جبل قاسيون، كنت في الطليعة. أركض نحو موتي؛ نحو انفجار عتمة الأبيض الأخير.
في لحظة ما، في ذلك السباق الليلي، قررت التوقف. أنت لا تتوقف متى تريد إن كنت تركض نزولاً سفح الجبل. في السباق القديم كانت الجلاميد تتقافز كأنها شياطين. في السباق الجديد قرّرت التوقف. كانت شياطين تدفعني نحو موتي. تذكرت الغولة أم «الخلاخيل» !
أفلحت في التوقف. التفت خلفي إلى الرفاق الكسالى، بدت لي أشباحهم شيطانية. كان القمر من ورائهم .. وظلالهم الطويلة تكاد تمسكني. نظرت أمامي. خطوت خطوة عادية واحدة .. ثم تسمرت رعباً. كانت خطوة أخرى ستقذفني إلى هوّة الانخساف؛ الذي يبدو واضحاً من المدينة نهاراً، ومموّهاً ليلاً .. إذا نزلت الجبل ركضاً. انخساف يبدو من المدينة مثل ضحكة رجل عجوز، أدرد الفم.
آه. عشرين سنة لم أزر مشروع قبري ذاك. وها أنا ألقي بالتحية على قبري. يضحك قبري مثل عجوز أدرد الفم كلما يراني. يقول لي: هذا قبرك. تعال. فأقول: كلا .. سأركض يا قاسيون على سفح الكرمل كما ركض أخي القتيل.
وقالت أمي: كان لنا ولد اسمه حسن. كان أشقر الشعر، أخضر العينين. كان جميلاً. يا ولدي حسن. كان أجمل منك «يا وبش». كان في الثالثة عندما ركض على سفح الكرمل. سقط، شجّ رأسه. مات بعد ثلاثة أيام. أعطيناك اسمه. كان أحلى منك.
«ميتة بشعة» قالت أمي عن أخي حسن الذي أحمل اسمه وقدره. وهي تعرف أن أخي الفدائي سعيد مات ميتة شنعاء أيضاً.
وقال الصديق معقباً على الرواية؛ روايتي - أنا حسن غير القتيل: «ميتة رهيبة».
ولكن الراوي لم يمت بعد. والقبر على سفح قاسيون ظل فارغاً.
لي في سفوح الكرمل مشروع قبر آخر، ينتظر سباقا ليلياً أخيراً.

حـسـن الـبـطـل

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـقـبـر ظـلّ  فـارغــاً الـقـبـر ظـلّ  فـارغــاً



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 18:48 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا
 العرب اليوم - منظمة الصحة العالمية تؤكد ان الوضع في غزة لا يزال كارثيا

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون
 العرب اليوم - الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 21:28 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

قرقاش يؤكد أن ضم الأراضي الفلسطينية يشكل خطا أحمر
 العرب اليوم - قرقاش يؤكد أن ضم الأراضي الفلسطينية يشكل خطا أحمر

GMT 22:12 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب
 العرب اليوم - بعد اتهامها بالسخرية من لبلبة إلهام شاهين تكشف السبب

GMT 01:41 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب مناطق إسلام آباد

GMT 10:46 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ريال مدريد يصطدم بطموحات يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا

GMT 19:24 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الحكومة الفرنسية تؤكد أن حماس تستعيد السيطرة على غزة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 06:24 2025 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

دليلكِ لتجربة شتوية لا تُنسى في نيويورك

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تصلح أخطر ثغرة أمنية في تاريخها

GMT 15:05 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

إعلان قائمة المرشحين لجوائز الكاف لعام 2025

GMT 08:14 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab