جنون إسرائيلي… في ظلّ غياب أميركي

جنون إسرائيلي… في ظلّ غياب أميركي

جنون إسرائيلي… في ظلّ غياب أميركي

 العرب اليوم -

جنون إسرائيلي… في ظلّ غياب أميركي

بقلم : خير الله خير الله

دول المنطقة تجد نفسها أمام إسرائيل جديدة لا تمتلك أي اهتمام بـ"فرص السلام"، فالسلام بالنسبة إلى نتنياهو إما يكون على الطريقة الإسرائيلية يكرّس الهيمنة على الصعيد الإقليمي أو لا يكون.

يشير استهداف إسرائيل قيادات في “حماس” موجودة في الدوحة إلى أنّ حكومة بنيامين نتنياهو لم تعد مهتمة بأمرين. الأمر الأوّل مصير الإسرائيليين الذين تحتجزهم “حماس” منذ شنها هجوم “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023 مستهدفة مستوطنات غلاف غزّة. لم يعد الرهائن ورقة تستطيع “حماس” استخدامها ما دام لا فارق لدى إسرائيل بقي الرهائن على قيد الحياة أم لم يبقوا. ثمّة جنون إسرائيلي ليس بعده جنون يتمثل في الاعتقاد بأن الدولة العبريّة تستطيع أن تفعل ما تشاء في أي مكان تشاء وأن على الجميع في المنطقة الانصياع لرغبة عقول مريضة مثل عقل بنيامين نتنياهو أو إيتمار بن غفير أو بتسلئيل سموتريتش.

الأمر الآخر الذي لا بدّ من التوقف عنده أن إسرائيل في ظلّ الحكومة الحالية تعتبر نفسها فوق القانون وتمتلك حرية ممارسة “إرهاب الدولة”، على حدّ التعبير الشيخ محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري. الأهمّ من ذلك كلّه أن العلاقة بقطر لم تعد، بالنسبة إلى الدولة العبريّة، بالأهمّية التي كانت عليها في الماضي. لم تعد من حاجة إلى الوساطة القطرية مع “حماس” مع ما يعنيه ذلك من إصرار لدى “بيبي” نتنياهو على متابعة خوض حرب غزّة إلى النهاية… أي إلى تهجير مليوني فلسطيني من أرضهم.

ثمّة جنون إسرائيلي ليس بعده جنون يتمثل في الاعتقاد بأن الدولة العبريّة تستطيع أن تفعل ما تشاء في أي مكان تشاء وأن على الجميع الانصياع لرغبة عقول مريضة مثل عقل بنيامين نتنياهو

لم تنجح العملية الإسرائيليّة التي نفذت في الدوحة في تحقيق أهدافها. يبدو أن أفراد الفريق “الحمساوي”، الذي كان يفاوض من أجل إنهاء حرب غزّة، نجوا من الضربة. وحدها الأيام ستكشف أسباب هذا الفشل الإسرائيلي على الرغم من أن الإعداد لضرب “حماس” في الدوحة، وهو قرار اتخذ في لحظة معيّنة على وجه السرعة، استغرق وقتا طويلا. الإعداد أخذ وقتا لكن التنفيذ كان وليد لحظة فرضتها العملية التي نفذتها “حماس” قرب القدس وقتل فيها ستة إسرائيليين.

يظهر الإصرار الإسرائيلي على استهداف “حماس” في قطر، في الوقت ذاته، توجّها إسرائيليا إلى تقديم حرب غزّة على كلّ ما عدا ذلك. لا يتعلّق الأمر بالعلاقة بقطر وحدها بل بمستقبل العلاقة بكلّ دولة عربيّة في الخليج. بكلام أوضح، بات على كلّ دولة من دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربيّة السعوديّة، التعاطي مع إسرائيل بحذر شديد، كما يفعل الملك عبدالله الثاني منذ فترة طويلة، من منطلقات مختلفة.

يختزل الوضع القائم الكلام المهمّ الذي صدر عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في الدوحة حيث التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. قال محمّد بن زايد “يشكل الاعتداء (الإسرائيلي) انتهاكا لسيادة قطر وجميع القوانين والأعراف الدولية ويقوض أمن المنطقة واستقرارها وفرص السلام فيها.” ما يبدو على المحكّ كيفية التعاطي مع إسرائيل من الآن فصاعدا؟ مثل هذا السؤال تطرحه على نفسها كلّ دولة من دول المنطقة، بما في ذلك تلك التي وقّعت اتفاقات مع الدولة العبريّة.

تجد دول المنطقة نفسها أمام إسرائيل جديدة لا تمتلك أيّ اهتمام بـ”فرص السلام”، بل إن السلام بالنسبة إلى نتنياهو إما يكون على الطريقة الإسرائيلية، أي سلام يكرّس الاحتلال في فلسطين وسوريا والهيمنة على الصعيد الإقليمي، أو لا يكون…

بعد الضربة التي استهدفت قطر، وهي ضربة موجهة إلى طرف عربي امتلك في الماضي حسابات خاصة به في ما يتعلّق بكيفية التعاطي مع “حماس” على وجه الخصوص ومع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عموما، يبدو ضروريا التوقف عند نقطتين. أولى النقطتين أنّ إسرائيل باتت في غنى عن وسطاء مع “حماس”. كلّ ما تريده هو الانتهاء من “حماس” التي لم تعد فائدة من وجودها، خصوصا في مجال تكريس الانقسام الفلسطيني… وإيجاد مبررات إسرائيلية للامتناع عن دخول أيّ عملية سلام.

الثابت أنّ الاستثمار في "حماس" لم يكن مجديا لأيّ طرف من الأطراف الإقليميّة، بما في ذلك "الجمهوريّة الإسلامية" الإيرانيّة وإسرائيل. انقلب السحر على الساحر. ارتدّت كل الحروب التي افتعلتها إيران بعد حرب غزّة عليها

أما النقطة المهمّة الثانية فهي مرتبطة بالموقف الأميركي. أثبتت إدارة دونالد ترامب مرّة أخرى أنّها لا تمتلك سياسة مستقلّة عن السياسة الإسرائيليّة. لا دور أميركيّا في وقف حرب غزّة التي تحولّت إلى مأساة إنسانية لا شبيه لها في القرن الحادي والعشرين. تركت أميركا – ترامب اليمين الإسرائيلي يأخذ المنطقة كلّها إلى المجهول. حسنا، أبدى الرئيس الأميركي استياءه من ضربة قطر حيث توجد قاعدة عسكرية أميركية في العديد، لكن ماذا بعد ذلك؟

الثابت أنّ الاستثمار في “حماس” لم يكن مجديا لأيّ طرف من الأطراف الإقليميّة، بما في ذلك “الجمهوريّة الإسلامية” الإيرانيّة وإسرائيل. انقلب السحر على الساحر. ارتدّت كل الحروب التي افتعلتها إيران بعد حرب غزّة عليها. في حين لم تجد إسرائيل ما تفعله سوى إظهار مدى قوتها العسكرية وقدراتها على شنّ حروب عدة في الوقت ذاته. ماذا بعد ذلك؟ لا مفرّ في مرحلة معيّنة من طرح إسرائيل على نفسها أسئلة من نوع ما العمل بكلّ ما تمتلكه من جبروت؟ هل يسمح لها ذلك بأن تكون الحاكم الفعلي للمنطقة في غياب السياسة الأميركيّة؟

لا شكّ أنّ كلّ دولة عربيّة ستطرح على نفسها أسئلة تتعلّق بكيفية التعاطي مع إسرائيل بحكومتها الحالية. الأمر نفسه ينطبق على تركيا التي تمتلك أيضا طموحات خاصة بها والتي ربطتها علاقة متميّزة مع قطر و”حماس” في الوقت ذاته.

إذا كانت ضربة قطر كشفت شيئا، فهي كشفت الغياب الأميركي وكشفت مدى خطورة حكومة إسرائيليّة على رأسها شخص اسمه بنيامين نتنياهو لا يحترم أيّ اتفاقات أو أيّ مواثيق… ويعتقد أنّ في استطاعته تحقيق حلم مستحيل اسمه “إسرائيل الكبرى”.

تبقى نقطة أخيرة تتعلّق بـ”حماس” نفسها والدور الذي لعبته منذ قيامها في العام 1987 في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وضرب المشروع الوطني الفلسطيني الذي يحتاج حاليا سنوات طويلة لاستعادة عافيته والنهوض مجددا.

arabstoday

GMT 15:25 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

عصا البرازيل التى تتكئ عليها!

GMT 14:58 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

“بيزنس” ترامب في أوكرانيا وغزّة

GMT 14:55 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

بين بشير الجميّل وأحمد الشرع

GMT 14:52 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

السّلاح باقٍ والكلّ خائفون… إلّا إسرائيل!

GMT 14:51 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

سوريا: “الإخوان” بين الإراحة والاستراحة!

GMT 14:48 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

صحوة سنّيّة متجدّدة… في ظروف إقليميّة مختلفة!

GMT 14:42 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

سؤال الكفاءة وسؤال الشجاعة

GMT 14:39 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

الغاية.. السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنون إسرائيلي… في ظلّ غياب أميركي جنون إسرائيلي… في ظلّ غياب أميركي



الجرأة تلتقي بالكلاسيكية النجمات يتألقن بتصاميم تحاكي الأنوثة والفخامة

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:10 2025 الجمعة ,12 أيلول / سبتمبر

أفضل 10 جزر في المالديف لعطلة شاطئية لا تُنسى
 العرب اليوم - أفضل 10 جزر في المالديف لعطلة شاطئية لا تُنسى

GMT 21:52 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

7 علامات يومية تنذر بنوبة قلبية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab