عيون وآذان الصحافية القدوة

عيون وآذان "الصحافية القدوة"

عيون وآذان "الصحافية القدوة"

 العرب اليوم -

عيون وآذان الصحافية القدوة

جهاد الخازن

ربما كانت هيلين توماس أعظم صحافية اميركية في العصر الحديث، وهي توفيت قبل أسبوع عن 92 عاماً، بعد أن شهدت ولايات عشرة رؤساء اميركيين، وقال باراك اوباما إنها أبقتهم على أعصابهم بانتظار أسئلتها الدقيقة المحرجة. مع ذلك، أختار من سيرة حياتها هذا الحوار مع حاخام يهودي كان يحمل جهاز تسجيل: سؤال: نحن نغطي شهر الارث اليهودي. هل من تعليق على اسرائيل؟ جواب: قل لهم أن يخرجوا بحق الجحيم من فلسطين. سؤال: واو (بمعنى يا لطيف)، هل من تعليق أفضل؟ جواب: تذكر أن هؤلاء الناس تحت الاحتلال، وهي بلادهم لا المانيا أو بولندا. سؤال: أين يذهبون (الحديث عن الاسرائيليين)؟ جواب: الى بلادهم. سؤال: أين هي بلادهم؟ جواب: بولندا وألمانيا وأميركا وأي مكان آخر. الفلسطينيون عاشوا هناك قروناً. أرضهم محتلة. نشرتُ ما سبق في 27/6/2010 في هذه الزاوية، وكان المقال كله عن هيلين توماس بعد أن أثار الحوار مع الحاخام ضجة هائلة انتهت باستقالتها من مجموعة صحف هيرست، بعد أن كانت استقالت قبل ذلك من وكالة «يونايتد برس» التي عملت فيها حوالى 60 عاماً. أؤيد ما قالت هيلين توماس للحاخام وأزيد أن الكلام كان عن اسرائيل، لا اليهود، وأعتقد أنها كانت تتحدث عن المستوطنين قبل غيرهم. إلا أنها كانت فرصة للانتقام من الصحافية اللبنانية الأصل التي رأست جمعية مراسلي البيت الأبيض، وبقيت على مدى 30 سنة تسأل أول سؤال وتختتم كل مؤتمر صحافي بالكلمات «شكراً ايها السيد الرئيس». كانت متهمة بأنها في أسئلتها تنحاز الى العرب، وأقول إنه لا ينحاز الى اسرائيل سوى دعاة حروب يؤيدون الاحتلال وقتل الأطفال. وكان جورج بوش الابن يحاول تحاشي قبول أول سؤال منها أو الرد على أسئلتها، وهي التي قالت له يوماً إن الحرب على العراق بُنيَت على أساس أدلة مزورة عمداً وقتِلَ فيها ألوف العراقيين والاميركيين، وإذا لم يكن السبب النفط او اسرائيل، فما هو؟ بوش لم يملك جواباً وهي قاطعته مرة بعد مرة. وانتقم منها الناطق الرئاسي توني سنو، فهو بعد أن سألت سؤالاً رد: شكراً لتقديم وجهة نظر حزب الله. هيلين توماس كانت تنتقد الجميع، خصوصاً الدول العربية، وقدم لها باراك اوباما كعكة في عيد ميلادها وردت بانتقاد أداء إدارته، وهذا مع العلم أنهما شريكان في العيد فقد ولدا في 4 آب (اغسطس). كنت تابعت عملها عن كثب وأنا أقيم في واشنطن في ثمانينات القرن الماضي. ولا أدعي اليوم معرفة شخصية بها، فقد اقتصر حديثي معها على دقائق في بعض المؤتمرات الصحافية. خشيت بعد أن سمعت خبر وفاة هيلين توماس أن يهاجمها دعاة الحرب من عصابة الشر الاسرائيلية، وهي عاجزة عن الجواب، إلا أنني وجدت أن غالبية عظمى من المقالات عنها كانت إيجابية جداً، وتحدثت صحافيات كيف شقت هيلين توماس لهن الطريق. وقرأت تعليقات في «تويتر» من هذا النوع الايجابي. وحمل مقال عنها في «واشنطن بوست» كتبته شيلا ويلر العنوان: «هيلين توماس أنجزت الكثير، إلا أنها تُذكر لخطأ واحد». المقال كان إيجابياً في معظمه حتى أن الكاتبة لم تنشر «الخطأ» مع أنها رأت أن خطأ هيلين توماس في الحديث عن اسرائيل كان «شنيعاً»، ولا أراه كذلك، كما أنني لا اراه خطأ، فالغرب المسيحي قتل اليهود، أو تخاذل عن حمايتهم وهم يُقتلون، ثم ساعد الناجين منهم على احتلال فلسطين وتشريد أهلها، ربما حتى لا يبقى اليهود بين الاوروبيين لتذكيرهم بما ارتكبوا بحقهم. ما أقول اليوم هو ان هيلين توماس كانت «الرجل» الوحيد بين مراسلي البيت الأبيض الذين تآمر بعضهم مع إدارة بوش في حرب أدت الى قتل مليون عربي ومسلم. اليوم لم يبقَ في اميركا صحافيون، وإنما هناك «نجوم» ولكل منهم برنامجه التلفزيوني، فيهتم المذيع أو المذيعة بزينتهما بقدر اهتمامهما بموضوع الحلقة.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الصحافية القدوة عيون وآذان الصحافية القدوة



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 22:12 1970 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab