عيون وآذان السياسة عندهم وعندنا

عيون وآذان (السياسة عندهم وعندنا)

عيون وآذان (السياسة عندهم وعندنا)

 العرب اليوم -

عيون وآذان السياسة عندهم وعندنا

جهاد الخازن

آخذ القارئ في سياحة بين أميركا وبريطانيا ولبنان. طرحت الميديا الاميركية أخيراً سؤالاً يستحق الاهتمام الذي أحيط به هو: هل السياسيون الأثرياء أقل فساداً؟ الاميركيون انقسموا بين مَنْ قال نعم ومَنْ قال لا، وتركوني في حيرة، فأنا، بحكم أصلي وفصلي وبلادي، لم أكن أعرف أن هناك نوعين من السياسيين، أثرياء وغير أثرياء، لأن كل سياسي في بلادنا ثري أو على طريق الثراء، ما يُوضح جهلي بالشق الثاني من السؤال، فأنا أيضاً لم أكن أعرف أن هناك سياسيين غير فاسدين، فتجربة بلادنا هي أن السياسي فاسد، أو أنه اختار السياسة طريقاً سريعاً الى الفساد. ما سبق يقودني أيضاً الى أمور محيِّرة أخرى في العمل السياسي في بلادنا، ففي الغرب يشكون من الحكومة، ونحن نفعل في بلدان عربية عدة، إلا أننا في بلدان أخرى نشكو من الشعب، فهو في بعض بلداننا أكثر محافظة وانغلاقاً من أي حكومة. وكل هذا يذكّرني بكلام يُنسب الى الأمير فيليب، زوج ملكة بريطانيا، فهو زار باراغواي عام 1962 وقال: من دواعي السرور الوجود في بلد لا يحكمه الشعب. هو يشكو من الشعب البريطاني، فماذا نقول نحن؟ السكوت سلامة وهي غنيمة. أزيد أن تجربتي في العمل مع سياسيين كثيرين تدل إلى أن الغباء لا يمنع السياسي من النجاح، والرجل الذي وصل الى الرئاسة أعلن حرباً على الفقر ويعتقد أنه سينتصر إذا استسلم الفقراء. أكمل بموضوع بريطاني، فمؤسسة أبحاث السياسة العامة في بريطانيا استعانت بقانون حرية المعلومات للحصول على أرقام عن مستوى التحصيل المدرسي الثانوي لأقليات إثنية في بريطانيا، على أساس أن الرقم الوسطي هو للطلاب البريطانيين. الأرقام تُظهر أن أفضل أداء هو للصينيين في رأس القائمة، ويأتي بعدهم بالتدريج السريلانكيون والايرانيون والفيتناميون والهنود والنيجيريون والغانيون والبنغلادشيون والسيراليونيون. ونصل الى المعدل الوسطي للبريطانيين وهناك تحته، بالتدرج أيضاً، الايطاليون والباكستانيون والألبانيون والأتراك والأتراك القبرصيون والصوماليون والشرق أوروبيون البيض، والأفغان والكونغوليون واليمنيون والبرتغاليون. ربما كان البرتغاليون في أسفل القائمة بسبب الجزء العربي في تاريخهم، ولكن أرجّح أن العرب من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا ليسوا في القائمة لأنهم يمثلون إثنيات صغيرة لم يشملها البحث، أو أُهمِلت في التقارير التي جمعتُها عنه، فلا سبب لليأس. هذا مع العلم أن كثيرين من الطلاب العرب يذهبون الى مدارس خاصة، إما كمبتعثين، أو على حساب أهلهم، ويبقون خارج الدراسة عن المدارس الحكومية، ليحصلوا على تعليم أفضل. أخيراً لا أنسى الصديق إبن الصديق تمام صائب سلام الذي يحاول الآن تشكيل حكومة لبنانية جديدة تشرف على الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، بعد أن رشحه البرلمان للمهمة بما يشبه الإجماع. المهمة صعبة، فلا أقول لأخينا تمام سوى ربنا يعينك، وأتذكر شعراً لأحمد شوقي أشار فيه الى خلافات بين الأحزاب المصرية وشقاق قبل 90 سنة، وبقي الوضع كما هو في مصر ولبنان وكل بلد عربي حتى اليوم. شوقي قال: «إلامَ الخُلفُ بينكم إلاما / وهذي الضجّة الكبرى علاما وفيم يكيد بعضكم لبعضٍ / وتُبدون العداوة والخصاما وأين الفوز لا مصر استقرَّت / على حال ولا السودان داما وأين ذهبتم بالحق لما / ركبتم في قضيته الظلاما». شعره السابق قيل في ذكرى وفاة مصطفى كامل باشا، إلا أن الشاعر لم ينسَ ولاءه للقصر، فقال مخاطباً الملك أحمد فؤاد باشا، إبن الخديوي اسماعيل: «وأنت أعز بالدستور شأنا / وأرفع خلف هالته مقاما». ويبدو المعنى نفسه في قصيدة يخاطب بها توت عنخ امون، ويعرّج على الملك فؤاد مرة أخرى ويقول: «زمان الفرد يا فرعون ولّى / ودالت دولة المتجبرينا وأصبحت الرعاة بكل أرضٍ / على حكم الرعية نازلينا فؤاد أجَلّ بالدستور دنيا / وأشرف منك بالإسلام دينا وأهدى في بناء الملك جدّا / وأجود والدا في المحسنينا». أمير الشعراء كان يحلم بدستور تُحترم مواده، وحاكم في خدمة الشعب، ونحن نحلم معه، والله يكون في عون تمام سلام. نقلاً عن جريدة " دار الحياة "

arabstoday

GMT 18:48 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

‎السيسى والقمة.. والتطبيع

GMT 18:47 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

صنع الله إبراهيم.. شرف المثقف

GMT 18:46 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

كتاب الدورى الممتاز

GMT 15:29 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

بين إنقاذ النّظام العلويّ… وإنقاذ سوريا

GMT 15:24 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

الأميركي الذي حدَّث القصيدة: «كن حديثاً»

GMT 15:22 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

لماذا ترفع العقوبات عن دمشق؟

GMT 03:22 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

«محمد... هل تنام؟»

GMT 03:13 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

هادي مطر... اغتيال شابّ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان السياسة عندهم وعندنا عيون وآذان السياسة عندهم وعندنا



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:26 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

غوتيريش يطالب بوقف إطلاق نار دائم في غزة
 العرب اليوم - غوتيريش يطالب بوقف إطلاق نار دائم في غزة

GMT 00:59 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

خليج القمم من الرياض إلى بغداد

GMT 00:17 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

تقرير من الرياض (1)

GMT 11:01 2025 السبت ,17 أيار / مايو

خليج القمم من الرياض إلى بغداد

GMT 17:30 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

ياسمين رئيس تشارك يسرا بطولة «الست لما»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab