عيون وآذان الأمة في دائرة الخطر

عيون وآذان (الأمة في دائرة الخطر)

عيون وآذان (الأمة في دائرة الخطر)

 العرب اليوم -

عيون وآذان الأمة في دائرة الخطر

جهاد الخازن

راحت علينا. ما راحت على القارئ أو عليّ، وإنما راحت على الأمة كلها فالرئيس باراك أوباما ألقى خطاباً في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة وقف دقائقه الخمسين على قضايا عربية وإيران، وكرر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاهتمام المقلق بنا فقال للحاضرين بونجور، أو شيئاً من هذا القبيل، ثم اتبع التحية بسورية. كان افتتاح الدورة الثلثاء يوماً مشهوداً ولا أذكر على مدى السنوات العشرين الماضية أنني استمعت في يوم واحد إلى ذلك العدد الكبير من رؤساء الدول، أو الرؤساء الذين أريد أن أستمع إليهم. رئيسة البرازيل ديلما روسيف افتتحت المناقشة العامة، وبدأت بانتقاد التنصت الأميركي على أعضاء في حكومتها ومواطنين برازيليين. واختتمت بمعارضة التدخل العسكري من طرف واحد... أي طرف واحد. الرئيس أوباما تبعها وتبعه رئيس تركيا عبدالله غول، ثم الرئيس هولاند (بعد عدد من خطباء العالم الثالث والرابع)، وشهدت جلسة قبل الظهر خطاب الملك عبدالله الثاني ملك الأردن وأيضاً خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. أما جلسة بعد الظهر فضمت 16 رئيس دولة أو حكومة بينهم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني والرئيس اللبناني ميشال سليمان. وهكذا وفي يوم واحد عانقت الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس الذي كان خطابه في اليوم التالي، وصافحت الآخرين. قلت للملك عبدالله إن قاعة الاجتماعات في مدرستي الثانوية كانت أفخم من القاعة الموقتة للجمعية العامة، بانتظار إكمال تصليح القاعة القديمة. وقلت للأخ أبو مازن: راحت علينا، راح يخربوا بيتنا، وابتسم وقال: نحن خربناه. قلت له: نحن خربنا نصفه، وهم خربوا ما بقي منه. وهنأت الشيخ تميم بالإمارة وقلت له إنه عبر عن رأيي تماماً في فقرة من خطابه هي: ليس الموضوع ملكية الأسلحة الكيماوية فسورية دولة في صراع مع دولة أخرى تملك السلاح الكيماوي والبيولوجي، وحتى النووي، بل الموضوع استخدام النظام لها، بل استخدامها ضد شعبه. وجلست مع السيدة وفاء سليمان وزوجها الرئيس اللبناني يلقي خطابه، وهي وعدت بزيارة لندن، وهو كان دقيقاً وواضحاً في كلامه كالعادة. وضوح كلمات القادة العرب والحزم في بعضها والصراحة لم تبدد قلقي وأنا أسمع أوباما يقف خطاباً في 50 دقيقة على بلادنا وإيران. الرئيس الأميركي شابَ بعد خمس سنوات في البيت الأبيض. الكونغرس شيّبه والنتائج ما نرى. باراك أوباما حسن النية وخطيب بارع أعطيه علامة «أي» في الخطابة، و «سي» في العمل، و«شأف» في النتائج. هو هاجم النظام السوري بحدة وتحدث عن فوز محمد مرسي في انتخابات ديموقراطية، وهاجم بعض قرارات النظام الانتقالي، ثم عطف على إيران. وهو أفهمنا ما يقبل وما يرفض، كأنه ولي أمر الأمة، وقال إن السلاح النووي الإيراني يهدد الأمن الأميركي وهو حتماً لا يفعل، وزاد إن بلاده مستعدة لاستعمال كل الوسائل في الشرق الأوسط بما فيها القوة العسكرية لحماية «مصالحنا». أي مصالح هي؟ هي مصالح إسرائيل وحدها لتبقى القوة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك أسلحة دمار شامل. والرئيس لم يكد ينتهي من سورية ومصر والعراق واليمن حتى طالب إيران بكذا وكيت وأراها كلها طلبات إسرائيلية. أشكر الرئيس الإيراني حسن روحاني كثيراً على أنه تحدث عن السلام وقال إن بلاده تريده، إلا أنه لم يتزلف أو يغيّر جلده، وإنما هاجم إسرائيل والاحتلال وجرائمها هجوماً حاداً ليعرف الرئيس الأميركي تماماً كيف تنظر إيران إلى إسرائيل. في الخارج بعد نهاية جلسات النهار الطويل كانت هناك تظاهرة نظمها يهود بينهم حاخامات رفعوا شعاراً يقول: عارضوا تحرش الصهيونية بإيران. سمعت الرئيس أوباما يقول ما يريد وما لا يريد (ولم أهتم كثيراً بصوت هولاند) وأخذت أفكر أن في العالم 193 دولة عضو في الأمم المتحدة والرئيس الأميركي لا يهمه سوى 22 دولة عربية وإيران. هم لم يهتموا بنا يوماً لمصلحتنا، وإنما لمصلحة إسرائيل، وفي حين أن أوباما يحاول فهو فشل حتى الآن في تنفيذ شيء من سياسته ووعوده مع إسرائيلية بعض أعضاء الكونغرس، بعضهم لا كلهم، فأرجو أن يكون حراً من الضغوط في سنتيه الأخيرتين في البيت الأبيض ليتصرف بحرية. هو قال في خطابه إن الديموقراطية لا تفرض بالقوة وهذا صحيح. ختاماً، المقر الموقت للجمعية العامة لا يليق بالمنظمة العالمية، فلم أعرف كيف دخلت أو خرجت بعد عقود من حضور الجلسات. والعالم يريد أن يسمع الرئيس الأميركي، إذا كان أحمق مثل جورج بوش الابن ليعرف ما هي المصيبة القادمة على يديه، أو ذكياً مثل بيل كلينتون أو باراك أوباما ليقدم حلولاً لمشاكل العالم. وأفضل موقع لخطيب هو قبل الرئيس الأميركي والناس مجتمعون ليسمعوه، وأسوأ موقع بعد الرئيس الأميركي، والناس يخرجون والخطيب التالي يتحدث، وهو كان هذه السنة الرئيس التركي.  نقلا عن جريدة الحياة  

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الأمة في دائرة الخطر عيون وآذان الأمة في دائرة الخطر



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab