تسريبات «الوصى الأمريكى»

تسريبات «الوصى الأمريكى»!

تسريبات «الوصى الأمريكى»!

 العرب اليوم -

تسريبات «الوصى الأمريكى»

بقلم : عبد الله السناوي

تزايدت على نحو لافت تسريبات أمريكية عبر مواقع وصحف نافذة، تمثل تطورا استراتيجيا بالغ الخطورة فى الشرق الأوسط.
وفق تسريبات متواترة فإن الإدارة الأمريكية تتجه إلى إنشاء قاعدة عسكرية تتسع لآلاف الجنود فى غلاف غزة.
البيت الأبيض لم ينف الخبر ولا أكده.
قال نصا: «لم تتم المصادقة عليه». «إن أى خطط بهذا الشأن لا تزال قيد النظر ولا ينبغى اعتبارها خطوة رسمية».
المعنى أن المشروع حقيقى استكمل دراساته ومقوماته ومصادر تمويله، لكنه ينتظر الإقرار والتصديق.
هذا بذاته انقلاب استراتيجى على أولويات وتوجهات الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» ينعكس بالضرورة على حسابات كل الأطراف الإقليمية والدولية.
أثناء حملته الانتخابية لولاية ثانية دأب «ترامب» على القول: «لو كنت موجودًا ما نشبت الحرب فى أوكرانيا ولا جرت أحداث السابع من أكتوبر».
وفى ولايته الأولى هاجم بضراوة التوسع فى الإنفاق العسكرى منددا بتكاليف حلف «الناتو» على الموازنة الأمريكية.
تبنى خيار سلفيه «باراك أوباما» و«جو بايدن» بنقل مركز الثقل الاستراتيجى من الشرق الأوسط إلى الشرق الآسيوى عند بحر الصين الجنوبى حيث الصراع على المستقبل محتدما مع القطب الصينى الاقتصادى، غير أن ذلك لم يحدث بالصورة، التى خططوا لها.
أثبت الشرق الأوسط بأزماته وحروبه ومصادر الثروة فيه أنه لا يمكن الاستغناء عنه، أو الخروج منه.
مشروع القاعدة العسكرية فى غلاف غزة هو إعادة تمركز وانتشار للقوة الأمريكية فى المنطقة بنفس البقعة التى شهدت عملية السابع من أكتوبر (2023).
السياق العام يتجاوز غزة وحروب الشرق الأوسط إلى العالم كله.
إنها العسكرة المفرطة، التى تمتد من فنزويلا فى البحر الكاريبى ونيجيريا على الساحل الغربى لإفريقيا، إلى قلب الصراع فى الشرق الأوسط بفلسطين ولبنان وسوريا.
أهم استنتاج ممكن أن قاعدة غلاف غزة تدخل فى سيناريوهات ما بعد انهيار اتفاق غزة لوقف إطلاق النار.
الاتفاق هش والانهيار محتمل حسب التقديرات الأمريكية فى تسريبات أخرى متزامنة.
هذا نوع من الاعتراف بعجز إسرائيل عن حفظ أمنها بنفسها.
استهدفت خطة «ترامب»، بنقاطها العشرين، إنقاذ إسرائيل من عزلة دولية بدأت تحكم قبضتها على مستقبلها، أو تمكينها بالتفاوض عما عجزت عنه بالحرب.
بنظرة أولى، التمركز العسكرى الأمريكى يناقض خطته، التى تنطوى على ترتيبات سياسية وأمنية لليوم التالى تمكن إسرائيل مما تسميه حفظ أمنها بنزع سلاح «حماس» وإنشاء قوات دولية يجرى التفاوض عليها تتولى مهمة فرض الاستقرار.
مشروع القاعدة العسكرية أقرب إلى سيناريو بديل إذا ما تقوض اتفاق غزة لتلبية الذريعة نفسها ــ حفظ الأمن الإسرائيلى.
بنظرة ثانية، فإنها تستهدف حماية إسرائيل بالنيابة، أو بصياغة أخرى فرض الوصاية الكاملة عليها. إنه نفس الهدف بوسائل أخرى.
حسب أحدث استطلاع فإن (69%) من الإسرائيليين يرون أن الولايات المتحدة أصبحت صانعة القرار الرئيسية فى العمليات العسكرية.
حسب تدقيق لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن القاعدة المقترحة سوف تخصص للقوات الدولية، التى يفترض أن يقرها مجلس الأمن الدولى، بتكلفة تبلغ نصف المليار دولار.
هذا انقلاب تاريخى آخر حيث كانت إسرائيل تتولى بنفسها هذه المهام.
منذ حرب (1967) سادت نظرة متفائلة فى أوساط الدولة العبرية بقدرتها على ردع دول الجوار العربية كلها دون حاجة إلى تدخل عسكرى أمريكى مباشر.
فى حرب أكتوبر (1973) كادت إسرائيل أن تنهار عسكريا أمام موجات الهجوم بالأيام الأولى لولا التدخل الأمريكى بإمدادات سلاح متلاحقة.
بعد خمسين سنة تعرضت إسرائيل لانكشاف عسكرى واستخباراتى آخر بأحداث السابع من أكتوبر (2023).
مكمن الخطورة فى تلك الأحداث أنها جرت داخل الأراضى المحتلة، لا خارجها.
وفرت الولايات المتحدة كل ما تحتاجه إسرائيل من دعم سياسى واستراتيجى لعملياتها العسكرية، التى توحشت على جبهات عدة دون أن تحقق كامل أهدافها المعلنة.
توفير الحماية الاستراتيجية من جهة وفشل حكومة «بنيامين نتنياهو» فى تحقيق الأهداف المعلنة للحرب أفضيا معا إلى فرض الوصاية الأمريكية على إسرائيل.
بمقتضى الوصاية أدخل على مشروع القرار الأممى تعديلات لا تناسب اليمين الإسرائيلى المتطرف، ولا تتسق مع سرديته، أهمها الإشارة إلى مسار يفضى إلى حق تقرير المصير للفلسطينيين وإنشاء دولة فلسطينية.
هذا مسار إجبارى، إذ لا مخرج آخر للأزمة الإسرائيلية المستحكمة.
يؤشر هذا المسار على مقاربات أخرى أكثر انسجاما مع القرارات الدولية، لكنه يصعب التعويل عليه، كما على خطة «ترامب» نفسها.
بعد أكثر من شهر على إعلان شرم الشيخ لم تتوقف عمليات القصف واستهداف المدنيين العزل فى قطاع غزة.
كانت قضية رفات القتلى الإسرائيليين تكأة للخروقات المتكررة.
لا يتوقع أى توقف إسرائيلى عن الخروقات رغم تسلمها الرفات كلها باستثناء ثلاثة.
سوف تبحث عن ذرائع أخرى حتى لا تدخل المرحلة الثانية من خطة «ترامب»، التى تقتضى انسحابا إسرائيليا أوسع.
من غير المستبعد تفجير الاتفاق على خلفية سؤالى: من يتسلم سلاح المقاومة؟.. ومن يدير قطاع غزة؟
القاعدة العسكرية مشروع محتمل.. وتقسيم قطاع غزة بين منطقة تحت هيمنة إسرائيلية وفق خطة «جاريد كوشنر» «ريفيرا غزة».. ومنطقة ثانية تحت سيطرة «حماس»، فقيرة وجائعة، حتى يكون التهجير خيارا ممكنا مشروع محتمل آخر.
السيناريوهات كلها مغلقة وخطرة وتستدعى أن يكون هناك صوت عربى موحد بقدر ما هو ممكن يضغط على الوصى الأمريكى حتى لا تستفرد إسرائيل بالضحية الفلسطينية.

arabstoday

GMT 19:25 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تسلق جبل الإبداع.. هو النجاح

GMT 19:23 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطر لا يأتى فقط من الشرق

GMT 19:20 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تقاليد وعادات.. زيارة الذين غابوا

GMT 13:23 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

لا حلّ في السودان... من دون خروج الجنرالين

GMT 13:22 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خصام بين لبنان والوضوح!

GMT 13:16 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن ربان لا عن بطل

GMT 13:15 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكريات حول المسألة الكورية

GMT 13:12 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تضبط الكاميرات نظافة شوارعنا ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسريبات «الوصى الأمريكى» تسريبات «الوصى الأمريكى»



منى زكي تتألق بإطلالات ساحرة على السجادة الحمراء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:37 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى
 العرب اليوم - ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى

GMT 19:19 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يثير جدلاً بعد وصفه صحفية بلومبرغ بالخنزيرة
 العرب اليوم - ترامب يثير جدلاً بعد وصفه صحفية بلومبرغ بالخنزيرة

GMT 11:15 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس والانتخابات

GMT 05:58 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيلون ماسك سيحضر عشاء ترامب على شرف ولي العهد السعودي

GMT 09:37 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى

GMT 07:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أضيفي لمسة القفازات لإطلالاتك على خطى النجمة درة

GMT 07:32 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

من يطمئن الجنوبيين ومن يحمي لبنان؟

GMT 17:52 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سلام الافراج عن هانيبال القذافي يستوجب مراجعة جدية في لبنان

GMT 07:30 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مستقبل قواعد البيانات للذكاء الاصطناعي

GMT 09:33 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكور المنزل في خريف 2025 بألوان دافئة وملمس غني

GMT 09:58 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يبدأ تطبيق نظام الحجز المسبق للزوار

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وأميركا... الصداقة وليس المال فقط

GMT 07:35 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلاف لا محاور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab