هل تُغلق إيران مضيق هرمز

هل تُغلق إيران مضيق هرمز؟

هل تُغلق إيران مضيق هرمز؟

 العرب اليوم -

هل تُغلق إيران مضيق هرمز

بقلم : عبد اللطيف المناوي

الإجابة البسيطة؛ سيكون خيار اليائس. إيران تعرف جيدًا أن إغلاق مضيق هرمز لا يشبه قصف سفارة أو إسقاط طائرة. إنه خطوة تغير قواعد اللعبة كليًا، وقد تكون مكلفة جدًا لدرجة تجعلها أكثر تهديدًا منها خيارًا واقعيًا. لكنها تبقى ورقة ردع قوية، تستخدمها طهران لرفع الكلفة على أعدائها، ولتقول: «لسنا وحدنا من سيدفع الثمن».

مع تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل، وتنامى الحديث عن دخول أمريكا على خط المواجهة، عادت طهران إلى التلويح بإغلاق مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية أهمية وحساسية فى العالم. هذا التهديد، الذى حمله تصريح لرئيس لجنة الأمن القومى فى البرلمان الإيرانى بهنام سعيدى، لم يكن مجرد مناورة إعلامية، بل جاء فى توقيت بالغ الدقة، وفى ظل تحوّل الحرب إلى استنزاف متبادل بين الطرفين، شمل استهداف منشآت طاقة داخل إيران وضربات بصواريخ على مواقع إسرائيلية حساسة وتلويحات باحتمالية «توريط» امريكا فى الحرب.

يمر عبر مضيق هرمز نحو ٢١ مليون برميل من النفط يوميًا، أى ما يعادل خُمس صادرات النفط العالمية، إلى جانب ثلث صادرات الغاز الطبيعى المسال. ويُعد المضيق بمثابة الشريان الحيوى للطاقة العالمية، إذ تمر عبره معظم صادرات الخليج من النفط والغاز نحو آسيا وأوروبا، بما فى ذلك صادرات إيران نفسها. ويقع المضيق بين إيران وسلطنة عُمان، ولا يتجاوز عرضه ٣٣ كيلومترًا، ما يجعله عرضة للتعطيل سواء عبر إغلاق عسكرى مباشر، أو من خلال عمليات تشويش أمنى، كزرع الألغام أو استهداف السفن.

لكن تهديدات طهران، على خطورتها، تصطدم بجملة من الحسابات المعقدة. فإيران نفسها تعتمد على هذا الممر لتصدير نفطها، لا سيما من جزيرة «خرج» التى تصدّر منها ٩٠٪ من إنتاجها. كما أن أى خطوة من هذا النوع قد تضر بحلفائها، خصوصًا الصين التى تستورد أكثر من ٧٥٪ من صادرات النفط الإيرانى، وتمر ناقلاتها بشكل دورى عبر المضيق. يضاف إلى ذلك وجود الأسطول الأمريكى الخامس فى البحرين، والذى أكد مرارًا أن واشنطن لن تسمح بأى تعطيل للممرات البحرية الدولية.

وفى ظل هذه المعطيات، السيناريو الأكثر ترجيحًا ليس إغلاقًا كاملًا، بل تصعيدًا جزئيًا على شكل عمليات تهديد للملاحة، أو استهداف محدود لناقلات نفط، بما يسمح لطهران بإيصال رسالة الردع دون أن تتحمل كلفة باهظة.

استمرار التصعيد قد لا يبقى قرار إغلاق المضيق فى يد طهران وحدها، بل قد تدفعه التطورات العسكرية إلى الواجهة إذا ما تلقت إيران ضربة استراتيجية كبرى، أو إذا اتسعت دائرة الحرب لتشمل دولًا أخرى.

سيناريو الإغلاق، وإن كان شديد الخطورة، ليس مستبعدًا بالكامل، لكنه يبقى أقرب إلى ورقة ردع تستخدمها إيران للضغط والتفاوض، وليس كخيار أولى فى حسابات الحرب. إذ أن كلفته الجيوسياسية قد تكون أشد من عائداته، وقد تؤدى إلى عزلة دولية، وربما إلى تدخل عسكرى واسع النطاق، يعيد رسم مشهد الأمن الإقليمى برمّته.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تُغلق إيران مضيق هرمز هل تُغلق إيران مضيق هرمز



ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 04:34 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

فى مواجهة «حسم»!

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 14:14 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

عقلاء وحكماء في بطانة صانع القرار

GMT 15:54 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

صحة غزة تعلن توقف الخدمة في 6 مرافق طبية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab