نادى الرجال السرى

نادى الرجال السرى!

نادى الرجال السرى!

 العرب اليوم -

نادى الرجال السرى

بقلم : عبد اللطيف المناوي

منذ زمن ليس بالقصير، وعندما كانت تجرى استطلاعات للرأى حول الصحف أو المجلات الأكثر قراءة، كان الكثير من الإجابات يدور حول الصحف والمجلات ذائعة الصيت، الإيكونوميست أو التايم وغيرهما. كان هذا فى الظاهر، أما فى الباطن فعادة ما كان أفراد العينة يقرأون مجلات الأطفال (ميكى) أو المجلات الجنسية (بلاى بوى)، ودون أن يعترفوا بذلك!.

بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية أمس، كانت إحدى الملاحظات الرئيسية التى تم استنتاجها فى تحليلات الرأى هى أن عددًا كبيرًا من المصوتين كانوا يجاهرون بدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ثم يأتون إلى الصندوق فيختارون ترامب!.

ربما حدث ذلك بسبب حرص هؤلاء على أن يظهروا أمام أصدقائهم والمجتمع، وربما أنفسهم، بأنهم ليبراليون مؤيدون للحريات وينحازون للأفكار الجديدة البناءة، ولا مشاكل عندهم من اختيار سيدة متعددة الأصول لتحكم البيت الأبيض، ولكن يبدو أنهم عندما انفردوا بصناديق الانتخابات تذكروا المسألة الاقتصادية، فاختاروا الرجل الفظ فى التعامل ذا الآراء الغريبة البعيدة تمامًا عن الليبرالية، فقط لأنهم يعتقدون أنه يمتلك القدرة على القيادة، ولم يعتقدوا أن كامالا لها ذات القدرة، فاختاروا ترامب سرًا.

الاستنتاج الأشد غرابة هو أن هذا الأمر من الطبيعى أن يكون من الرجال، ولكن النساء أيضًا دعمن ترامب فى الانتخابات بنفس الطريقة، رغم تورطه فى قضية شراء سكوت ممثلة إباحية، ورغم آرائه المتشددة فى مسألة الإجهاض وغيرها مما يخص المرأة. خلال الفترة الأخيرة اتهم كتاب أمريكيون الطبقة السياسية الديمقراطية بالتركيز على الشكل والأسلوب بدلًا من الجوهر، وعدم الإقرار بأى أخطاء على الإطلاق، كما اتهموا كل من يدعم دونالد ترامب بأنه متطرف أو مغيب أو عضو فى طائفة مارقة، أو مجرد شخص غبى، لهذا ربما كان القرار بإخفاء نية الدعم والترشيح.

الانتخابات الأمريكية التى انتهت أمس بإعلان ترامب فوزه وحصوله على لقب الرئيس الـ47، كانت معركة بين فريقين، فريق دعم كامالا هاريس أغلبهم من النساء، وبخاصة صغار السن، ودعموها خشية أفكار وسياسات ترامب الذكورية، وفريق آخر من الداعمين الذين صرحوا بانحيازاتهم الواضحة لمصلحتهم مع ترامب، رغم شخصيته الجريئة والمندفعة التى لا تلقى قبولًا من قطاعات واسعة مثل الشباب والرجال السود وذوى الأصول اللاتينية. لكن فى النهاية ظهر الانحياز بشكل واضح لترامب، حتى إن ولايات كان يحسمها الديمقراطيون فى السابق، أعطت أصواتها لترامب.

يبقى السؤال هنا: هل الناخب اختار ترامب لأنه ينافس سيدة؟؛ وبالتالى، فإن أمريكا عبارة عن نادٍ للرجال ولكن سرى، لديه صورة ذهنية سلبية للمرأة حول مدى قدرتها على حكم بلد كبير وإمكانيات تتجاوز انفعالاتها العاطفية، حتى إن تحليل النتائج يُظهر أن الرجال أصحاب البشرة السمراء فى بعض الولايات أحجموا عن دعم السيدة السمراء فى رحلتها إلى البيت الأبيض، أم أن الناخب اختار ترامب اقتناعًا به؟.

ربما ذلك صحيح، وربما أيضًا اقتناعًا بأفكار الحزب الجمهورى الذى اكتسح نتائج مجلس النواب والشيوخ، وربما ضيقًا بالديمقراطيين.

arabstoday

GMT 04:35 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

الاعتراف بفلسطينَ اعتراف بإسرائيل

GMT 04:33 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

دراميات صانعي السلام

GMT 04:31 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

تحقيقٌ صحافي عن عبد العزيز ومن عبد العزيز

GMT 04:29 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

ارتفاع سريع للطلب الكهربائي بالمنطقة

GMT 04:27 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

من يسار الصحوة الأميركية إلى يمين الترمبية

GMT 04:26 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

أعلامٌ تُوحّد وتُفرّق

GMT 04:24 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

السعودية... سردية وطنية متجددة

GMT 04:23 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

ساعة «فلسطين الدولة»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادى الرجال السرى نادى الرجال السرى



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم

GMT 04:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

ترامب يفرض رسومًا جديدة للحصول على إتش- 1 بي

GMT 07:35 2025 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

ارتفاع وفيات حمى الضنك في بنغلاديش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab