لماذا توني بلير

لماذا توني بلير؟

لماذا توني بلير؟

 العرب اليوم -

لماذا توني بلير

بقلم : عبد اللطيف المناوي

اعتدت منذ سنوات أن ألتقى تونى بلير فى أى فرصة متاحة. كانت لقاءاتنا دائمًا تدور حول شؤون المنطقة وتعقيداتها. فى صباح أمس كان موعدنا فى لندن، بعد ساعات قليلة من إعلان دونالد ترامب عن «مجلس السلام» الذى سيشارك بلير فى إدارته ضمن المشروع الأمريكى الخاص بغزة. توقعت أن يُلغى اللقاء بسبب هذه التطورات التى استحوذت على اهتمام الإعلام الدولى، لكنه حضر كعادته، وكان النقاش بطبيعة الحال منصبًا على المشروع الجديد الذى يُنظر إليه كفرصة لا ينبغى أن تضيع.

إعلان عودته إلى الشرق الأوسط كوسيط لإعادة إعمار غزة أثار مزيجًا من الأمل والاستهجان. فهو شخصية استثنائية فى السياسة الدولية، واسمه لا يخلو من إثارة الانقسام والجدل. ومع ذلك، فإن إقصاءه السريع قد يحرم المنطقة من ميزات يملكها دون غيره. فلديه تاريخ طويل مع مشروع حل الدولتين؛ فقد كان من أبرز الداعمين للمفاوضات خلال فترة رئاسته للحكومة البريطانية، ومنذ مغادرته المنصب لم يتوقف عن بناء شبكة علاقات واسعة فى العالم العربى. وهو يعرف جيدًا طبيعة الأرض واللاعبين وقواعد لغة الدبلوماسية. أيضًا مازال يحظى بثقة واشنطن، الطرف الذى لا يمكن تجاوزه فى أى عملية سلام. كثيرون ينظرون إلى بلير باعتباره شخصية معروفة بثباتها وقدرتها على البقاء منخرطة فى الملفات الشائكة.

فى المقابل، لا تبدو هناك بدائل كثيرة. فغزة اليوم مدمرة، سكانها فى حالة يأس، ومستقبلها السياسى غامض. الخطاب العربى يبدو عاليًا فى العلن، لكنه يدرك فى العمق أن الإعمار مهدد بالهدر إن لم تكن هناك آلية إشراف دولى. هنا يبرز دور بلير الذى يمكن أن يوفر هذا الإشراف ويضمن بقاء واشنطن مهتمة بالملف. إسرائيل بدورها تجد فيه شخصية قادرة على مناقشة القضايا الأمنية بجدية مع الإبقاء على أفق للسلام. أما المجتمع الدولى فيرى فى وجوده ضمانة للاستمرارية بدل أن يكون مجرد مبعوث جديد سرعان ما يُنسى.

المنطق الذى تستند إليه الخطة الأمريكية يقوم على مبدأ «غزة لأهل غزة»، مع عودة تدريجية للسلطة الفلسطينية، وصولًا إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كهدف نهائى. المعضلة الأساسية تتمثل فى موقف حركة حماس، إذ يظل قبولها أو رفضها للترتيبات الجديدة عاملًا حاسمًا. وفى المقابل، تجد إسرائيل نفسها أمام خيارين: إما الاستمرار فى السيطرة على مليونى إنسان وما يعنيه ذلك من عزلة دولية وإقليمية، أو الانخراط فى مسار يفتح الباب أمام استقرار القطاع ويعيد إحياء مشروع الدولة الفلسطينية ويعزز فرص التطبيع فى المنطقة.

إن رفض بلير بشكل كامل سيكون خطأً. سجله مثير للجدل واسمه لا يخلو من الانقسام، لكنه يظل صاحب مهارات فريدة. وفى لحظة تصلب إسرائيلى، وتخبط فلسطينى، وتردد عربى، يبقى واحدًا من القلائل القادرين على وصل النقاط. الخيار ليس بين مبعوث مثالى وبلير، بل بين شلل كامل واحتمال التقدم. ولهذا، ورغم الشكوك، قد يكون تونى بلير الرجل المناسب لغزة.

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا توني بلير لماذا توني بلير



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 08:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس

GMT 07:26 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية

GMT 09:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يشارك جمهوره كواليس مسلسل «علي كلاي»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab