الخطيب أم كولر أم نموذج الإدارة 33

الخطيب أم كولر.. أم نموذج الإدارة؟ (3-3)

الخطيب أم كولر.. أم نموذج الإدارة؟ (3-3)

 العرب اليوم -

الخطيب أم كولر أم نموذج الإدارة 33

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى الحلقتين الماضيتين تحدثنا عن مظاهر الخلل فى النموذج الإدارى فى مؤسسة الأهلى، رغم تحقيق النادى الكثير من الإنجازات، ولكن فى رأيى أن الأهم هو المؤسسة واستمرارها فى المستقبل.

نعم تحققت بطولات، ولكن على المدى الطويل- خصوصًا مع غياب الرؤية والتخطيط العلمى- سيتحول الأهلى، المؤسسة الكبيرة والعريقة والناجحة، إلى مجرد نادٍ مثل باقى الأندية فى مصر.

إن استمرار السياسات الحالية لإدارة النادى دون إصلاحات جذرية ينذر بتبعات خطيرة على المستقبل، ومنها التراجع الفنى وفقدان الهيبة، وقد بدأت بوادر ذلك فى الظهور عبر خسارة القمة إداريًا (بالانسحاب) وخروج الفريق من بطولة دورى أبطال إفريقيا لعام ٢٠٢٥، فإذا لم تستقر المنظومة فقد يجد الأهلى نفسه متأخرًا عن ركب المنافسة محليًا وقاريًا.

المؤسسات الرياضية كالأهلى تُبنى على الثقة والروح الجماعية. القرارات المثيرة للجدل قد تؤدى إلى نزيف فى الكفاءات الإدارية داخل النادى. فالإداريون أصحاب الخبرة ربما يبتعدون إذا همّشتهم القيادة الحالية أو شعروا أن دورهم صورى. كما أن المواهب الشابة إداريًا قد لا تجد بيئة مشجعة فتتجه لأماكن أخرى.

أما على المستوى الجماهيرى، فأرى أن الخطر الأكبر هو اهتزاز ثقة جمهور الأهلى فى إدارة ناديه، وهو أمر غير مألوف تاريخيًا، لكنه إن حدث فقد يترجم إلى ضغط متواصل وربما تغيرات جذرية فى الانتخابات المقبلة. أما ماليًا، فإن تراجع النتائج وصورة التخبط قد تؤثر سلبًا على عقود الرعاية والإعلانات مستقبلًا، فالشركات تفضل الارتباط بمنظومات ناجحة ومستقرة.

كذلك تفكك وحدة الصف الداخلى هو أحد المخاطر فى إدارة النادى، لطالما كان الأهلى معروفًا بعبارة «مبادئ الأهلي» التى تُجسد قيم الانضباط والولاء والاحترام داخل المنظومة. السياسات الحالية إن واصلت تجاهل صوت الجماهير وبعض العاملين، فقد تُحدِث شرخًا فى هذه القيم.

لا تقتصر دلالات حالة النادى الأهلى تحت الإدارة الحالية على نطاق الرياضة فقط، بل يمكن اعتبارها نموذجًا مصغرًا لخلل الإدارة المؤسسية فى أى مستوى تدار بأسلوب مشابه. إن حالة إدارة الأهلى تذكّرنا بأهمية مبادئ الإدارة الرشيدة: فوجود رؤية واضحة يوجه الجميع نحو هدف مشترك، ووجود حوكمة (إدارة جماعية ومتابعة ومحاسبة) يمنع الوقوع فى الأخطاء القاتلة، والشفافية فى القرارات تضمن الدعم الشعبى الداخلى والخارجى. وعندما يغيب كل ذلك، حتى كيان بحجم الأهلى يمكن أن يترنح.

أرى أن هذا النموذج يحمل بذور الحل؛ إذ إن كشف مواطن الخلل بوضوح هو الخطوة الأولى للإصلاح. سواء فى الأهلى أو غيره من المؤسسات. الإدراك الجمعى بأن المشكلة تكمن فى أسلوب الإدارة سيحفز على تغيير النهج أو تغيير القيادة نحو أخرى أكثر التزامًا بالمؤسسية. وكما نهضت مؤسسات كثيرة من عثراتها، يستطيع الأهلى أيضًا أن يستعيد توازنه إذا استوعبت إدارته الدرس أو أُتيحت الفرصة لقيادة تتبنّى تلك المبادئ.

من الخطأ تصور أن أى مؤسسة ناجحة -مهما كان حجمها- محصنة من الانهيار، فعوامل الانهيار الإدارى موجودة إذا وجدت التربة الخصبة لذلك، وبالتالى فإن الرسالة هنا تتجاوز الأهلى لتصل إلى كل مؤسسة تعانى من أعراض مماثلة فى الإدارة.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطيب أم كولر أم نموذج الإدارة 33 الخطيب أم كولر أم نموذج الإدارة 33



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab