كوشنر مهندس الظل

كوشنر.. مهندس الظل

كوشنر.. مهندس الظل

 العرب اليوم -

كوشنر مهندس الظل

بقلم : عبد اللطيف المناوي

جاريد كوشنر المستشار السابق لدونالد ترامب لم يغب للحظة عما يحدث فى الشرق الأوسط، حتى وهو بعيد عن المشهد السياسى الرسمى. ظلت أفكاره سارية يرددها ترامب ونتنياهو قبل الوصول إلى الاتفاق، فقد تحدث من قبل فى محاضرة بجامعة هارفارد عن رؤيته عن غزة، فى تصريحات أثارت صدمةً أخلاقية وسياسية فى آن واحد.

كوشنر قال صراحة: «لو كنت مكان إسرائيل، سأبذل قصارى جهدى لنقل الناس ثم تنظيف القطاع»، مضيفًا أن على إسرائيل أن تعمل على ترحيل المدنيين الفلسطينيين إلى صحراء النقب أو إلى مصر، وأنه يمكن «تجريف منطقة فى النقب» لإقامة «منطقة آمنة» مؤقتة. هذه الكلمات التى نشرتها الجارديان البريطانية عبر موقعها الرسمى، لم تكن مجرد رأى عابر، بل إشارة خطيرة إلى تصور إدارة ترامب لطبيعة الحل فى غزة.

لكن هذا لم يحدث على الأقل فى بنود اتفاق إنهاء الحرب، ولا نحتاج لتكرار القول بأن السبب فى ذلك، هو الموقف المصرى!

كوشنر لم يُخفِ خلفيته التجارية فى رؤيته عن غزة، فذكر فى السابق أن الممتلكات على الواجهة البحرية فى غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، متسائلًا كيف كان يمكن أن تتغير الأمور لو أن الأموال التى أنفقت على «شبكة الأنفاق والذخائر» وُجهت إلى «التعليم والابتكار». لكن هذا المنطق الاقتصادى الذى يُحيل المعاناة إلى مشروع استثمارى، يغفل تمامًا أن القطاع يعيش تحت حصار خانق منذ أكثر من ١٧ عامًا، وأن سكانه لا يملكون ترف الخيار بين التعليم والسلاح حين يُحاصرهم الموت.

الأخطر فى وجهة نظر كوشنر كان رفضه الصريح لفكرة حل الدولتين، إذ قال إن إقامة دولة فلسطينية فكرة سيئة جدًا لأنها تكافئ عملًا إرهابيًا. هذه العبارة تعيد إنتاج خطاب اليمين الإسرائيلى المتشدد. فهو لا يرى الفلسطينى إلا من منظور أمنى، ولا يرى الأرض إلا من منظور استثمارى.

وهذا أيضًا تحطم على صخرة إعلان بعض الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

كوشنر، ربما يكون هو مهندس «صفقة القرن» التى أعلن عنها ترامب فى فترته الرئاسية الأولى، وها هو اليوم يعود للمشهد، فى الاتفاق. ظهور كوشنر الأخير يثير القلق، بسبب رؤيته التى تبعث كثيرًا من المخاوف، وأبرز المخاوف هو أن تكون الهدنة الحالية فى غزة ليست نهاية الحرب، بل بداية لمرحلة إعادة رسم الإقليم وفق منطق «الربح والخسارة» لا وفق العدالة والحقوق.

إن أخطر ما حملته رؤية كوشنر التى تبناها فى السابق أنها تخلط بين الاستثمار والسياسة، وبين العقار والإنسان. يمكن القول إن كوشنر لم يغب عن غزة لأنه لا يرى فيها مجرد ملف سياسى، بل بوابة استثمار وسيطرة تمتد من واشنطن إلى تل أبيب، وربما إلى غزة.

إنه يعود أو يظهر من جديد فى الملف الفلسطينى كمستثمر فى الخريطة الجديدة. ولكن لكل مرحلة منطقها التى يرسم ملامحها الموقف المفروض.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوشنر مهندس الظل كوشنر مهندس الظل



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab