زلزال الفساد يهدد رمز المقاومة

زلزال الفساد يهدد رمز المقاومة

زلزال الفساد يهدد رمز المقاومة

 العرب اليوم -

زلزال الفساد يهدد رمز المقاومة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

ما حدث فى أوكرانيا خلال الأسابيع الماضية لم يكن مجرد فضيحة فساد جديدة، بل كان انفجاراً داخلياً أصاب قلب السلطة، وضرب صورة الرئيس فولوديمير زيلينسكى فى لحظة تُعدّ الأخطر منذ اندلاع الحرب. كمتابع قديم للشأن الأوكرانى، لطالما توقفت أمام نظرة الغرب لزيلينسكى باعتباره «رمز المقاومة»، لكن ما تكشف الآن يقول إن الصورة اللامعة التى صُنعت له بدأت تبهت تحت ثقل الحقائق.

الصور التى انتشرت، حقائب مليئة بالدولارات، تسجيلات تنصّت، منازل فاخرة بمراحيض مذهّبة، لم تكن مجرد مواد إعلامية، بل كانت رسالة قاسية للداخل والخارج: «الفساد ما زال حيًّا». الأسوأ أن الأسماء التى طالتها التحقيقات ليست مجرد موظفين صغار، بل رجال من الحلقة الأضيق للرئيس، وأبرزهم تيمور مينديتش، شريكه التجارى السابق، ووزير الطاقة السابق جيرمان غالوشينكو. هذا يعنى أن الشبكة لم تكن هامشية، بل كانت تعمل تحت سقف السلطة نفسها، وربما بحمايتها الضمنية.

الغرب الذى ضخّ مليارات الدولارات فى أوكرانيا وجد نفسه فجأة أمام واقع يناقض كل ما كان يدافع عنه. وفى لحظة سياسية تتآكل فيها الحماسة الأوروبية والأمريكية للمساعدات، جاءت الفضيحة كهدية مجانية لكل الأصوات التى كانت تشكّك فى جدوى دعم كييف. اليوم، الكونجرس الأمريكى منقسم، والرأى العام الأوروبى منهك، وهذه القضية قد تصبح الذريعة الجاهزة لقطع الشريان الذى تعتمد عليه أوكرانيا للبقاء.

برأيى، الأزمة تتجاوز حدود الفساد، فهى تكشف خللاً أعمق: دولة تعيش زمن حرب، لكنها لا تزال تدار بعقلية ما قبل الحرب؛ مصالح، شبكات، رجال ظل، وصفقات. كيف يمكن لدولة تخوض معركة وجود أن تسمح بسرقة الأموال المخصّصة لحماية منشآتها من القصف؟

الأكثر خطورة هو وضع الرئيس نفسه. زيلينسكى، الذى صعد على موجة مكافحة الفساد، وجد نفسه فجأة فى مواجهة الوحش الذى وعد بالقضاء عليه. محاولته السريعة للانقلاب على المتورطين، الإقالات، العقوبات، التصريحات الحادة، بدت أقرب إلى محاولة «قطع الأذرع» لحماية الرأس.

لكن الضرر وقع بالفعل. الثقة تزعزعت، والشكوك تعمّقت، والغرب بدأ يسأل أسئلة لم يكن يجرؤ على طرحها قبل عام: هل لا يزال زيلينسكى الرجل المناسب لقيادة أوكرانيا فى هذه المرحلة؟

الفضيحة أحدثت ثلاث هزات، تآكل شرعية الرئيس داخلياً، تشكيك الغرب فى القدرة على حماية المساعدات، ومنح موسكو ذخيرة سياسية لا تقدر بثمن. فى النهاية، قد تنتهى التحقيقات كما انتهت غيرها فى تاريخ أوكرانيا، متهمون فى السجون وآخرون خارج البلاد. لكن ما لن يختفى بسهولة هو أثر الفضيحة على صورة زيلينسكى، وعلى موقعه فى المعادلة الدولية.

أوكرانيا اليوم تقف بين حربين، حرب مع روسيا، وحرب مع فساد يتغذّى من كل ضعف. وإذا لم يستطع زيلينسكى مواجهة المعركتين فى آن واحد، فقد يجد نفسه الخاسر الأكبر حتى قبل أن تنتهى الحرب نفسها.

arabstoday

GMT 14:10 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حكومة العالم

GMT 14:09 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاصلاح.. خطوة للأمام وخطوتان للخلف

GMT 14:08 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الشراكة الاستراتيجية والترتيبات الإقليمية

GMT 14:06 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان والحزب والمأزق

GMT 14:05 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان و«طبة» طبطبائي

GMT 14:04 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

مَن يرسم ملامح الشرق الأوسط الجديد؟

GMT 14:02 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض وواشنطن... سد الفراغ ورافعة الاستقرار

GMT 11:06 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا يكذّبون التكذيب؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال الفساد يهدد رمز المقاومة زلزال الفساد يهدد رمز المقاومة



ليلى علوي تخطف الأنظار بإطلالة راقية في ختام مهرجان القاهرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:38 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تساقط الثلوج ينعش السياحة الشتوية في الجزائر
 العرب اليوم - تساقط الثلوج ينعش السياحة الشتوية في الجزائر

GMT 14:49 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يصل إلى 404 تمريرات حاسمة في مسيرته الاحترافية
 العرب اليوم - ليونيل ميسي يصل إلى 404 تمريرات حاسمة في مسيرته الاحترافية

GMT 13:14 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لافارج تاجر عقارات..لا تبيعوا الفحيص مرتين

GMT 13:05 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

يوم بلا نساء

GMT 04:21 2025 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشراكة الاستراتيجية والترتيبات الإقليمية

GMT 13:03 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

فتش عن وعى الناخب

GMT 08:10 2025 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حقيقة عودة عمرو دياب للتمثيل وتقديمه سيرته الذاتية

GMT 07:07 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خمسة مواقع لا تُفوَّت لمشاهدة الغروب في لندن

GMT 06:51 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار رسمي بوقف عمل الإعلامية بسمة وهبة ومنعها من الظهور

GMT 06:35 2025 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 4 أشخاص وإصابة 2 في سطو مسلح بريف دمشق

GMT 04:19 2025 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة ترمب: اختصر في الكلام

GMT 10:24 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني تقاضي مديري أربع صفحات على السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab