السلاح خارج الشرعية ما بين الانقلاب والانحراف

السلاح خارج الشرعية ما بين الانقلاب والانحراف

السلاح خارج الشرعية ما بين الانقلاب والانحراف

 العرب اليوم -

السلاح خارج الشرعية ما بين الانقلاب والانحراف

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تحدثنا أمس عن سيناريوهات التعامل مع مسألة نزع سلاح حزب الله، وبقى سيناريو واحد وقد يكون السيناريو النموذجى، وهو دمج الحزب فى المنظومة الدفاعية، هو ما يمكن أن نطلق عليه أيضاً سيناريو «الاستيعاب»، وقد يُطرح كحل وسط، بحيث يُدمج مقاتلو الحزب ضمن وحدات الجيش اللبنانى فى إطار استراتيجية دفاعية وطنية، وهو طرح ظهر سابقاً فى جولات الحوار الوطنى لكنه لم يُنفذ.
بعد كل ما طرحناه يبقى السؤال: هل يستسلم الحزب أو يفرّ؟ تاريخ الحزب وموقعه فى المعادلة اللبنانية يجعلان سيناريو الاستسلام الكامل أو الفرار الجماعى مستبعداً. حزب الله يدرك أن فقدان سلاحه يعنى خسارة مصدر قوته الأساسية، وهو ما يعتبره خطاً أحمر. لكنه فى المقابل يواجه بيئة سياسية وأمنية لم يشهدها من قبل. بيئة تدفعه دفعا نحو القبول أو الرضوخ.

عناصر البيئة الجديدة منها خسارة العمق السورى. وتآكل الشرعية الشعبية للحزب بعد الحرب الأخيرة. واستمرار الاستنزاف الإسرائيلى.

هذه المعطيات قد تدفعه لتنازلات تكتيكية أو إعادة تموضع، لكن دون التخلى عن السلاح دفعة واحدة.

أيضاً لا يمكن فصل ملف سلاح حزب الله عن مسار المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران. فالحزب يُعد أبرز أوراق الضغط الإيرانية فى المشرق العربى، وأى تغيير فى وضعه العسكرى قد يُدرج ضمن «صفقة كبرى» تشمل ملفات نووية وإقليمية. واشنطن قد تستخدم الخطة كورقة ضغط على إيران فى المفاوضات. وطهران قد تساوم على مستقبل الحزب مقابل تخفيف العقوبات أو ضمان نفوذها فى ملفات أخرى. أما إسرائيل فتدفع نحو إنهاء تهديد الحزب قبل أى تسوية نهائية مع لبنان.

موقف الحزب مازال متشددا، والمسيرات الليلية والنهارية لاستعراض القوة مستمرة. واتسم بيان الكتلة البرلمانية التابعة لحزب الله، داخل البرلمان اللبنانى، بشدة اللهجة، أعربت فيه عن رفضها القاطع لتبنى رئيس الحكومة اللبنانية للورقة الأمريكية بشأن نزع سلاح الحزب، معتبرة ذلك «انقلاباً خطيراً» على البيان الوزارى و«انحرافا» عن خطاب القسم الذى أطلقه رئيس الجمهورية، وأن بعض من وصفتهم بـ«أهل السلطة فى لبنان» ينساقون خلف الإملاءات الخارجية والضغوط الأمريكية، متجاهلين حسابات المصلحة الوطنية العليا ومتطلبات الوحدة الداخلية، التى تُعد «الضمانة الأهم للبنان».

قرار نزع سلاح حزب الله يمثل اختباراً حاسماً لقدرة الدولة اللبنانية على فرض سيادتها، لكنه فى الوقت ذاته محاط بعقبات سياسية وعسكرية وإقليمية تجعل تنفيذه الشامل قبل نهاية العام شبه مستحيل ما لم يتم ربطه بتسوية شاملة تتداخل فيها الاعتبارات اللبنانية مع الترتيبات الإقليمية.

السيناريو الأقرب على المدى القصير هو التدرج المشروط، مع إبقاء سلاح الحزب ورقة تفاوضية بيد إيران حتى تتضح ملامح التفاهم مع واشنطن، فيما ستظل الحكومة اللبنانية عالقة بين ضغوط الخارج وخطوط الحزب الحمراء فى الداخل.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلاح خارج الشرعية ما بين الانقلاب والانحراف السلاح خارج الشرعية ما بين الانقلاب والانحراف



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab