فضيحة أخلاقية وكشف للنوايا

فضيحة أخلاقية وكشف للنوايا

فضيحة أخلاقية وكشف للنوايا

 العرب اليوم -

فضيحة أخلاقية وكشف للنوايا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أن تقف أمام سفارة مصر فى تل أبيب للتظاهر ضد القاهرة بينما تدور فى الخلفية طائرات الاحتلال تقصف غزة وتقتل وتشرد وتجوع وتبيد.. فذلك ليس فقط سقوطًا سياسيًا وأخلاقيًا، بل انكشاف كامل لحقيقة من يرفعون شعارات دعم غزة زورًا، بينما يمنحون إسرائيل غطاءً ذهبياً لمواصلة جرائمها بلا حساب.

مظاهرة غريبة الشكل والمضمون أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، نظّمها عدد من نشطاء ما يُعرف بـ«الحركة الإسلامية فى الداخل»، بحجة «إغلاق معبر رفح» و«المشاركة فى الحصار». والمفارقة أن تلك المظاهرة نُظمت فى قلب دولة الاحتلال، وبتصريح رسمى من وزارة داخلية يقودها بن غفير نفسه، أحد رموز الدعوة العلنية لإبادة الفلسطينيين!.

العار ليس فقط فى مضمون التظاهرة، بل فى سياقها ومكانها ومن يقف خلفها. وكما قال المثل الشعبى البليغ: «إن طلع العيب من أهل العيب ما بيبقاش عيب». هذه المظاهرة ليست إلا حلقة جديدة فى مسلسل تشويه الدور المصرى، الذى تقوده أطراف مشبوهة، بعضها يرتدى عباءة المعارضة الإسلامية، وبعضها الآخر يجد فى تل أبيب منصة للهجوم على القاهرة، لا على الاحتلال.

التظاهرة جاءت بعد حملة ممنهجة يقودها تنظيم الإخوان والتنظيمات التابعة له فى الخارج، تستهدف السفارات المصرية وتشيطن الدور المصرى، فى وقت امتنعت فيه هذه الأطراف عن أى تحرك أمام السفارات الإسرائيلية أو الأمريكية، أو حتى أمام الكنيست ووزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث تُصنع وتُدار الحرب فعليًا.

صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية احتفت بالمظاهرة باعتبارها «صوتًا داخليًا يحمّل مصر مسؤولية الحصار»، فى محاولة رخيصة لنقل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية عن إسرائيل إلى طرف عربى، أما مشاركة «نشطاء يهود»، فهى دليل على التواطؤ المكشوف.

منذ ٧ أكتوبر ومصر تقوم بدور استثنائى، مفتوحة الحدود، متحملة الضغوط، مدافعة عن الشعب الفلسطينى فى المحافل الدولية، رافضة مشاريع التهجير وإعادة احتلال القطاع. أدخلت آلاف الشاحنات، نظمت مؤتمرات دولية، وقادت الوساطات الأكثر حساسية.

هذه المظاهرات تشكل «هدية مجانية لإسرائيل»، وتُشَوش على الجهود الدولية للضغط على الاحتلال، وتخدم مشروعه فى عزل الفلسطينيين وتفتيت التضامن العربى.

فى زمن الالتباس، من السهل أن تضلل الشعوب بشعارات كاذبة.. لكن الوقائع لا تكذب. من يمنع دخول الغذاء والدواء ويحتل الجو والبر والبحر ومن يقصف المستشفيات والمخيمات؟

مصر ليست المشكلة، بل المستهدفة؛ لأنها وحدها لا تزال تملك قرارًا مستقلًا، وتدرك أبعاد القضية، وترفض أن تكون شريكًا فى تصفية فلسطين.. ولهذا، كان لابد أن تُضرب من الداخل والخارج، من الكنيست ومن نشطاء «مرخصين» فى تل أبيب، ومن أبواق ترفع راية فلسطين وتخدم الاحتلال فى آن.

التاريخ لن يرحم من خلط بين العدو والحليف، ومَن رفعَ علم الاحتلال لا يحق له أن ينطق باسمها، فالعار لا يُغسل بالشعارات و«إن طلع العيب من أهل العيب، ما بيبقاش عيب».

arabstoday

GMT 18:59 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

السعودية

GMT 18:56 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

ما نعرفه عن عرب 48

GMT 18:54 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

ظاهرة الإسكواش المصري!

GMT 10:29 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

خلاصة آراء

GMT 10:27 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

هل إسرائيل شرطي المنطقة الجديد؟

GMT 10:23 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

لا غالب ولا مغلوب

GMT 10:17 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

الشخصية الليبية... مرة أخرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيحة أخلاقية وكشف للنوايا فضيحة أخلاقية وكشف للنوايا



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 18:29 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس
 العرب اليوم - اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس

GMT 17:04 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

سامو زين يعود للإخراج بعد غياب 15 عاماً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab