هل فقدت حماس السيطرة على غزة

هل فقدت حماس السيطرة على غزة؟

هل فقدت حماس السيطرة على غزة؟

 العرب اليوم -

هل فقدت حماس السيطرة على غزة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

بعد أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب فى غزة فى أكتوبر ٢٠٢٣، والتى جاءت عقب الهجوم المفاجئ الذى شنّته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، تبدو الأوضاع فى غزة أشد مأساوية وتعقيدًا من أى وقت مضى.

فقد ألقت هذه الحرب الطويلة بظلال ثقيلة على قدرة حماس فى الاستمرار فى حكم غزة مستقبلا، وسط تصاعد الحديث عن فقدانها السيطرة فعليًا على المشهد الداخلى هناك.

منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، اتبعت إسرائيل سياسة استهداف قيادات حماس السياسية والعسكرية. إذ تم اغتيال إسماعيل هنية، رئيس الحركة فى طهران، وشخصيات أخرى بارزة مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف، ومجموعة أخرى من كبار قادة العمليات الميدانية، هذه الضربات أدت إلى حالة من الارتباك داخل قيادة الحركة، وصعّبت من مهمة إدارة المعارك مع الاحتلال، الأمر الذى أثر بصورة واضحة على قدرتها فى التحكم بمسار الأوضاع فى غزة.

لم تكن الخسائر البشرية وحدها هى المؤلمة، بل امتدت يد الدمار لتشمل كل مناحى الحياة، وأصبحت غزة مدينة أشباح، يقاسى أهلها مرارات العطش، والجوع، فى ظل استمرار الغارات والحصار، مما جعل إدارة شؤون القطاع اليومية مهمة شبه مستحيلة لأى سلطة مهما بلغت قوتها أو شعبيتها.

منذ اندلاع الحرب، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة، زاد من معاناة السكان. الغذاء والدواء شحيحان، وموارد الطاقة شبه معدومة. تقارير برنامج الأغذية العالمى وصف الوضع الإنسانى فى غزة بأنه الكارثة الأسوأ فى العالم خلال العقد الحالى، فيما أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن ٨٠٪ من سكان غزة يعيشون حالة جوع حاد، مع انتشار المجاعة بشكل غير مسبوق، وأمام هذا الواقع، من المؤكد أن تفقد حماس القدرة على تسيير أبسط أمور الحياة، وتصبح قدرتها على السيطرة موضع شك حقيقى.

على الصعيد السياسى، لم تنجح كل المبادرات السابقة فى رأب الصدع بين حماس والسلطة الفلسطينية. بل استمر الخلاف حتى فى مفاوضات الهدنة.

فى ضوء هذه المعطيات المتداخلة، والفشل فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو حتى هدنة مؤقتة، تتجه الأمور نحو نتيجة شبه حتمية، وهى فقدان حماس لزمام السيطرة على قطاع غزة، ربما بشكل كامل، إذ إن الأوضاع أصبحت معتمدة على ظروف إنسانية كارثية.

اليوم، تقف غزة على بعد خطوة من كارثة إنسانية تتطلب ما هو أكثر من حسابات السياسة. إن الواجب الوطنى والأخلاقى يُحتّم على حماس أن تُعلِى شأن أرواح الغزيين وأن تضعهم فوق كل اعتبار.

هذه الأيام، لم تعد المصالحة الوطنية ترفًا، بل ضرورة وجودية، لأن استمرار الانقسام، واستمرار الرهان على الحلول أو المغامرات الحمساوية لن يؤدى إلا إلى مزيد من الدمار والدماء.

arabstoday

GMT 08:20 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

جبر.. وفن الحوار

GMT 08:15 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

خطوة بحجم زلزال

GMT 08:07 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

كوزموبوليتانية الإسلام السياسي

GMT 07:58 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

بور سعيد «رايح جاي»!

GMT 07:51 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

سيدة الإليزيه!

GMT 07:43 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

الأسئلة الصعبة؟!

GMT 07:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

العودة إلى الميدان!

GMT 07:22 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

إبادة شاملة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل فقدت حماس السيطرة على غزة هل فقدت حماس السيطرة على غزة



البدلة النسائية أناقة انتقالية بتوقيع النجمات

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 05:11 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل والزمن

GMT 06:05 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

إسرائيل... وأوان مواجهة خارج الصندوق

GMT 04:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

ترامب يفرض رسومًا جديدة للحصول على إتش- 1 بي

GMT 13:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هل يوقظ شَيْبُ عبدالمطلب أوهام النتن ياهو ؟!

GMT 03:19 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

النفط دون تغير يذكر وسط مخاوف بشأن الطلب

GMT 03:38 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

سلسلة انفجارات متتالية تهز مدينة غزة

GMT 03:23 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

«أبل» تستعد لإطلاق أرخص «ماك بوك» في تاريخها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab