إنذار في أرض المهاجرين

إنذار في أرض المهاجرين!

إنذار في أرض المهاجرين!

 العرب اليوم -

إنذار في أرض المهاجرين

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى مشهد يعيد إلى الأذهان لحظات الانقسام الأمريكى التاريخية، تتخذ مدينة لوس أنجلوس اليوم موقع الصدارة فى صراع يبدو أكبر من مجرد خلاف حول الهجرة. فالمواجهات المتصاعدة بين متظاهرين من أصول لاتينية وقوات الحرس الوطنى والجيش الأمريكى، التى أمر دونالد ترامب بنشرها، لا يمكن قراءتها فقط كاستجابة أمنية لمظاهرات فى مدينة، بل كحلقة جديدة فى صدام حاد بين الحزب الجمهورى ممثلاً بالرئيس ترامب، والحزب الديمقراطى ممثلاً بحكام بعض الولايات الكبرى، ومنها بالتأكيد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم.

منذ لحظة إعلانه إرسال قوات إلى لوس أنجلوس، بدا أن ترامب يوجه رسالة سياسية بقدر ما هى أمنية. فقرارٌ بهذا الحجم افتتح فصلاً جديداً من النزاع بين الرجلين، أو الحزبين بمعنى أدق، لم يكن هذا مجرد استخدام للقوة العسكرية، بل كان عرضاً للقوة السياسية، أو «افتعال أزمة» مثلما يقول حاكم كاليفورنيا الديمقراطية!.

ترامب، المعروف بأحكامه المسبقة وتهجُّمه المستمر على مخالفيه، وصف نيوسوم بأنه «غير متمكن»، وأيد صراحةً فكرة اعتقاله التى طرحها مستشاره. هذا الخطاب لا يعبر فقط عن خلاف سياسى، وهذه ليست سابقة، فمنذ حملته الأولى، عمد ترامب إلى شيطنة الصحافة، وهاجم القضاء، وتوعد المهاجرين، واحتقر المؤسسات. واليوم، يبدو أنه وسّع تلك الدائرة لتشمل خصومه السياسيين المنتخبين ديمقراطيًا.

فى المقابل، يظهر نيوسوم، حاكم كاليفورنيا منذ عام 2019، كخصم عنيد. فتصريحاته كانت حادة وصريحة، وصف فيها ما يحدث فى لوس أنجلوس بأنه «وهم مجنون لرئيس ديكتاتورى»، وتحدى علنًا فكرة اعتقاله. وفى مشهد لم يكن ليتصور قبل سنوات، أصبحت العلاقة بين رئيس أمريكى وحاكم ولاية تشبه إلى حد كبير صراع زعماء فى دول تعانى من أزمات دستورية!.

لكن الأخطر من كل ذلك، أن جذور هذه الأزمة، التى هى فى الأساس أزمة مهاجرين كما يصفها ترامب، تنمو فى أرض أمريكا نفسها، والتى تعتبر أرض مهاجرين. فالدولة التى قامت على ظهور أناس جاءوا من أوروبا، بعد أن أبادوا السكان الأصليين، تبدو اليوم فى حالة إنكار لتاريخها! وتبدو حملة ترامب ضد المهاجرين غير النظاميين كامتداد لموقف عدائى متجذر، لا يستهدف فقط من هم على الحدود، بل أيضاً من هم فى قلب الولايات، ممن يشكلون اليوم نسيج المدن الكبرى.

السؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل ستتسع هذه المواجهات إلى ولايات أخرى؟ فلوس أنجلوس ليست وحدها المدينة التى تضم جاليات مهاجرة كبيرة. ميامى، هيوستن، شيكاجو، وأتلانتا كلها قد تشهد نفس السيناريو إذا ما استمر التصعيد. وإذا كانت كاليفورنيا هى المختبر السياسى الأول لسياسات ترامب، فإن ما يحدث فيها قد يتحول سريعاً إلى كرة نار تتدحرج عبر أمريكا التى ربما تشهد حالة انقسام فى هذه اللحظة. إن ما يحدث اليوم فى لوس أنجلوس ليس مجرد احتجاج.. إنه إنذار.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنذار في أرض المهاجرين إنذار في أرض المهاجرين



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab