فرنسا تفقد إفريقيا

فرنسا تفقد إفريقيا

فرنسا تفقد إفريقيا

 العرب اليوم -

فرنسا تفقد إفريقيا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يبدو أن فرنسا تتجه نحو فقدان وجودها فى منطقة الساحل وغرب إفريقيا بالكامل بعد ما كشف الرئيس السنغالى الجديد باسيرو ديوماى فاى أن فرنسا ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية فى السنغال، قائلا إن وجودها يتعارض مع سيادة بلاده.

بينما تتحدث السنغال عن تفكيك الوجود العسكرى الفرنسى فيها بصورة ودية، أعلنت تشاد فى بيان صادر عن وزارة خارجيتها، إنهاء اتفاقها للتعاون الدفاعى مع فرنسا، ما يعنى مغادرة القوات الفرنسية البلاد. هذه ضربة جديدة وموجعة للوجود الفرنسى فى إفريقيا، إن لم يكن «تصفيره»، بعد أن خسرت وجودها فى مالى وبوركينا فاسو والنيجر التى طالبت فرنسا بسحب قواتها منها، ووصل الأمر أحيانا لقطع العلاقات الدبلوماسية، كما حدث بين النيجر وفرنسا.

احتفظت فرنسا بحضور ونفوذ كبيرين فى إفريقيا بفضل روابطها التاريخية مع مستعمراتها السابقة، وشبكاتها الدبلوماسية الواسعة، وتدخلاتها العسكرية، وشراكاتها الاقتصادية. ومع ذلك، بدأت فى السنوات الأخيرة تظهر مؤشرات على تراجع هذا النفوذ. فمجموعة من العوامل، مثل تصاعد المشاعر المناهضة لفرنسا، وتزايد المنافسة من قِبَل قوى عالمية أخرى، والصعوبات فى التكيف مع التغيرات الاجتماعية والسياسية فى إفريقيا، تثير التساؤلات حول دور فرنسا فى القارة.

ارتبط وجود فرنسا العميق فى إفريقيا بتاريخها الاستعمارى. بحلول القرن العشرين، كانت فرنسا تسيطر على مساحات واسعة من غرب ووسط إفريقيا، وحصلت معظم هذه المستعمرات على استقلالها خلال الستينيات. ورغم إنهاء الاستعمار، احتفظت فرنسا بنفوذ كبير من خلال سياسات سياسية واقتصادية وعسكرية مكّنتها من السيطرة على الموارد الاستراتيجية والعملات والسياسة الإقليمية.

كانت القواعد العسكرية الفرنسية، والأنظمة المالية مثل الفرنك الإفريقى، والتحالفات مع النخب الإفريقية من الأسس الرئيسية لهذا النظام.

تعرضت سياسة فرنسا فى إفريقيا لانتقادات لاذعة باعتبارها تعزز التبعية والفساد والاستعمار الجديد. وقد تفاقم هذا السخط بمرور الوقت ليصبح محورًا رئيسيًا فى تآكل النفوذ الفرنسى.

تصاعدت المشاعر المناهضة لفرنسا بشكل كبير. أصبح المواطنون ينظرون إلى فرنسا بشكل متزايد كرمز للاستغلال الاستعمارى الجديد بدلًا من كونها شريكًا. أسباب متعددة عززت هذه المشاعر. منها التدخل الملموس فى السياسة الداخلية، ودعم أنظمة تُعتبر استبدادية أو غير شرعية. كذلك المظالم الاقتصادية، مثل ارتباط الفرنك الإفريقى باليورو، وهو ما يرى النقاد أنه يحد من السيادة النقدية الإفريقية.

أيضا تواجه فرنسا منافسة متزايدة من دول مثل الصين، وروسيا، وتركيا، إضافة إلى قوى إقليمية مثل الهند ودول الخليج، حيث تقدم هذه الدول بدائل للشراكة مع فرنسا. تأتى هذه الشراكات غالبًا بدون شروط سياسية صارمة، ما يجعلها أكثر جاذبية للدول الإفريقية.

هناك جيل جديد من القادة الأفارقة والحركات الشبابية نشأ على رفض التحالفات التقليدية والسعى نحو شراكات متنوعة. هم أكثر جرأة فى المطالبة بالسيادة والاستقلال عن القوى الاستعمارية السابقة. كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى فى تضخيم أصواتهم وبالتالى تأثيرهم.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تفقد إفريقيا فرنسا تفقد إفريقيا



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:17 2025 الأحد ,27 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 العرب اليوم - روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 تموز / يوليو

مصرع 10 رجال إطفاء في احتواء حريق بتركيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab