أمريكا تبحث عن ذاتها

أمريكا تبحث عن ذاتها

أمريكا تبحث عن ذاتها

 العرب اليوم -

أمريكا تبحث عن ذاتها

بقلم : عبد اللطيف المناوي

الولايات المتحدة تبدو وكأنها فى مرحلة بحث مستمر عن الذات. ربما منذ عهد جورج بوش الابن، مرورًا بباراك أوباما ثم دونالد ترامب ثم جو بايدن. فى كل استحقاق انتخابى أفرز عن الرؤساء السابقين، رأينا تقلبات داخلية وحيرة مجتمعية عميقة فى اختيار ساكن البيت الأبيض.

أظن أن هذا ما كان يريد أن يقوله بالضبط وزير الخارجية الأسبق، السفير نبيل فهمى، فى ندوة استضافها مركز «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة»، فى أبوظبى، أدارها الصديق العزيز حسام إبراهيم، مدير المركز، والتى أكد خلالها أن أمريكا تبحث عن هويتها خلال نحو عقدين من الزمان وربما أكثر، ويتجلى ذلك فى عدم قدرة المجتمع الأمريكى على الاتفاق على مسار موحد، ما يجعل من الصعب على أى رئيس جديد أن تكون لديه رؤية واضحة للمستقبل!.

والرؤية أيضًا تتعلق بالشرق الأوسط، إذ رسم فهمى- وهو الخبير الكبير فى العلاقات الدولية- خريطة مرحلية فى حديث إذا ما جاءت هاريس رئيسة وإذا ما عاد ترامب من جديد. هو يرى أن هاريس صاحبة إدارة تقليدية إلى حد كبير، تميل إلى الاعتماد على المؤسسات الأمريكية المعروفة بدلًا من الشخصيات المثيرة للجدل أو غير التقليدية، وما يميز سياسة هاريس- إن فازت- هو التوجه الواقعى تجاه القضايا الخارجية، وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وأن عدم خبرتها العميقة فى السياسة الخارجية قد يجعلها تتبنى سياسة «الخطوة خطوة»، ما يعنى أنها لن تتخذ قرارات جذرية أو مبادرات مفاجئة فى المنطقة.

وفى المقابل، يبدو أن فوز ترامب سيعيد الولايات المتحدة إلى نهج يميل إلى الانعزالية على الصعيد الخارجى، فهو يرى أن رؤية ترامب المتشككة فى جدوى التدخلات العسكرية الكبرى تعنى أنه لن يدعم وجودًا أمريكيًّا مكثفًا فى الشرق الأوسط. بدلًا من ذلك، سيستمر فى اتخاذ خطوات مفاجئة وغير تقليدية، كما كان الحال مع لقائه بالزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون فى ٢٠١٩.

ويميل ترامب كذلك إلى عقد صفقات قد تنحاز إلى إسرائيل على حساب باقى الأطراف فى أى صراع فى الشرق الأوسط، خاصةً إذا تعلق الأمر بالصراع العربى الإسرائيلى.

إحدى أبرز النقاط التى تناولها فهمى فى حديثه هى صعوبة التنبؤ بمَن سيفوز بالانتخابات، إذ يعكس التنافس بين كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى الحالى، ودونالد ترامب، الرئيس السابق، حالة من الاستقطاب الحاد التى يعانى منها المجتمع الأمريكى. الفارق الضئيل بين المرشحين فى استطلاعات الرأى لا يتجاوز ٣٪، ما يعنى أن أى تطور طارئ قد يقلب موازين الانتخابات.

المشهد الانتخابى الأمريكى بالفعل هذه المرة يُظهر أزمات سياسية كبيرة داخل المجتمع الأمريكى، ويوحى فعلًا بأن المجتمع غير مستقر على مستوى التوجه، بل إنه يعتمد بشكل كبير على التطورات اللحظية، مثلما ذكرت فى مقال سابق عما فعلته محاولة اغتيال ترامب الأولى، وعما قد تفعله المحاولة الثانية.

 

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمريكا تبحث عن ذاتها أمريكا تبحث عن ذاتها



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:03 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية تستهدف مخيمات وسط غزة

GMT 07:17 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة

GMT 09:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

موعد مباراة المغرب ومالي اليوم في كأس أمم إفريقيا 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab