«ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه

«ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه

«ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه

 العرب اليوم -

«ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أكتب هذه السطور قبل ساعات من انطلاق القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين فى ولاية ألاسكا، بينما يقرؤها القارئ بعد ساعات من ختامها. وهنا تكمن ميزة التقييم المزدوج: أن نحاول استشراف أهداف كل طرف قبل بدء المحادثات، ثم نقارن بين ما كان يسعى إليه وما خرج به فعليًا من القمة.

منذ الإعلان عن اللقاء، بدت ألاسكا أكثر من مجرد موقع جغرافى؛ فهى على بعد كيلومترات قليلة من الأراضى الروسية، وتحمل رمزية تاريخية منذ بيعها فى القرن التاسع عشر، كما تمنح بوتين فرصة لعقد القمة على أرض أمريكية دون المرور فوق أجواء «معادية».

وفى المقابل، تمنح ترامب مشهدًا استثنائيًا لاستقبال الزعيم الروسى فى منطقة أمريكية نائية، ما يضفى طابعًا مسرحيًا على الحدث.

قبل ساعات من الاجتماع، كان بوتين يضع نصب عينيه هدفين رئيسيين: الأول الاعتراف بأن روسيا ليست معزولة، وأن الغرب فشل فى تهميش الكرملين. مجرد انعقاد القمة ووقوفه بجانب الرئيس الأمريكى أمام الكاميرات يُعد بالنسبة لموسكو مكسبًا دبلوماسيًا. والثانى المكاسب الإقليمية فى أوكرانيا، عبر السعى لإضفاء شرعية أمريكية أو ضمنية على سيطرة روسيا على أربع مناطق أوكرانية، أو على الأقل دفع ترامب إلى تقليص دعم واشنطن لكييف إذا رفضت الشروط الروسية.

ترامب، الذى بنى جزءًا كبيرًا من خطابه الانتخابى على وعود بإنهاء حرب أوكرانيا بسرعة، كان يسعى إلى تسجيل إنجاز دبلوماسى شخصى يضعه فى موقع «صانع السلام». ورغم تصريحاته المتناقضة، ظل طموحه الأكبر أن يُنسب إليه الفضل فى إنهاء الحرب، وربما التمهيد لنيل جائزة نوبل للسلام.

نهج ترامب لم يكن ثابتًا؛ فقد تراوح بين الإعجاب ببوتين وانتقاده، وبين التهديد بالعقوبات والتراجع عنها. وفى الأيام السابقة للقمة، حاول خفض سقف التوقعات، واصفًا اللقاء بأنه “جلسة استكشافية”، قبل أن يعود ويرفعها مجددًا بالإيحاء بأن الطرفين قد يكونان مستعدين للسلام.

عند قراءة هذه السطور بعد ختام القمة، يمكن للقارئ أن يقارن بين الوعود والمخرجات الفعلية. فإذا خرج بوتين باعتراف أمريكى صريح أو ضمنى بمكاسبه الإقليمية، أو حتى بتراجع فى الدعم الأمريكى لكييف، فسيكون قد حقق الجزء الأكبر من أهدافه. أما إذا اكتفى بمجرد الصورة واللقاء دون تنازلات جوهرية من واشنطن، فسيظل المكسب رمزيًا أكثر منه عمليًا. وبالنسبة لترامب، فإن أى إعلان عن تقدم نحو اتفاق أو حتى تحديد موعد لقمة ثلاثية بمشاركة أوكرانيا سيُعد انتصارًا سياسيًا له، حتى لو بقيت التفاصيل غامضة. أما إذا غادر الاجتماع دون اتفاق أو حتى جدول أعمال واضح، فسيكون قد اكتفى بعرض إعلامى دون اختراق دبلوماسى حقيقى. قمة ألاسكا، سواء اعتبرها التاريخ نقطة تحول أو مجرد محطة رمزية، تعكس بوضوح التباين بين ما يعلنه القادة قبل اللقاء وما تتيحه المفاوضات على الأرض. بوتين جاء ليحصد اعترافًا ومكاسب، وترامب جاء ليحصد مجد «صانع السلام».

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه «ألاسكا» ما قبل اللقاء ونتائجه



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
 العرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 22:12 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab