ميكيلي كواروني دبلوماسي أحبَّ مصر فأحبته

ميكيلي كواروني.. دبلوماسي أحبَّ مصر فأحبته

ميكيلي كواروني.. دبلوماسي أحبَّ مصر فأحبته

 العرب اليوم -

ميكيلي كواروني دبلوماسي أحبَّ مصر فأحبته

بقلم : عبد اللطيف المناوي

غادر السفير الإيطالى ميكيلى كوارونى القاهرة الأسبوع الماضى بعد انتهاء فترة عمله، لكنه ترك وراءه ما هو أعمق من مهامه الدبلوماسية، ترك أثرًا إنسانيًا وثقافيًا، ورصيدًا من الاحترام المتبادل بين بلدين لا يجوز أن يختلفا مهما اشتدت الأزمات.

حين تولّى كوارونى منصبه فى نوفمبر 2021، كانت العلاقات بين القاهرة وروما تمرّ بمرحلة معقّدة بسبب قضية جوليو ريجينى، التى أحدثت شرخًا مؤلمًا فى مسار طويل من التعاون. بدا لوهلة أن حادثًا واحدًا قادرٌ على تسميم تاريخ طويل من التداخل الحضارى والمصلحى؛ غير أن قناعتى، التى لم تهتزّ، أن حضارتين كهاتين لا تُبنى بينهما القطيعة، وأن السياسة تعود إلى العقل حين تتوفر لها قنوات مهنية ومسؤولة.

منذ لقائنا الأول قلت له، وقد أصبح لاحقًا صديقًا عزيزًا، إن أهم إنجاز سيُحسب له ولنا معًا هو إعادة المياه إلى مجاريها: أن يستردّ الطرفان الثقة، وأن تعود القضايا الخلافية إلى مسارها الطبيعى من الحوار القضائى والدبلوماسى، بينما تمضى شراكات الاقتصاد والثقافة والتعليم فى طريقها. وجدته من أوائل من آمنوا بذلك، ساعيًا بإصرار هادئ إلى ترميم الثقة عبر مبادرات ملموسة، وفتح مساراتٍ جديدة يتقدّم فيها العمل على الخطاب.

قادتنى الظروف والعلاقة مع ميكيلى لأن ألتقى بأكثر من مسؤول إيطالى. منهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان الإيطالى، بييرو فاسينو، والذى التقيته منذ حوالى أربع سنوات داخل مبنى البرلمان الإيطالى فى روما، حيث علمت بجهده الكبير فى تجاوز البلدين لتلك الأزمة، وهو جهد يتوافق بكل تأكيد مع الرغبة المصرية الكبيرة فى استعادة العلاقات لقوتها، والتى رغم التوتر إلا أنها لم تتأثر تماماً خصوصاً فى أوجه التعاون بين البلدين.

من بين اللحظات الفاصلة فى استعادة العلاقة إلى زخمها كانت تلك الليلة التى وصلت فيها رئيسة الوزراء الإيطالية ميلونى إلى مصر فى افتتاح مؤتمر المناخ (كوب٢٧) فى شرم الشيخ. استقبلها ورافقها ميكيلى، وأظن أن هذا اللقاء شهد عرضًا تفصيليًا منه لها، واستطاع أن ينقل لها أهمية العلاقة وضرورة تجاوز الأزمة، وطبيعة القيادة السياسية للبلاد. أظن أن هذا الإعداد كان مؤثرًا فى الانطلاقة التى شهدتها العلاقات فيما بعد.

كوارونى كان دارسًا حقيقيًا لمصر. قرأ ثقافتها، وتعرّف إلى ناسها، وشاركهم حياتهم اليومية. كان يرى فى مصر امتدادًا لروابط عمرها آلاف السنين منذ أن التقت الحضارتان على ضفاف المتوسط. لذلك لم يكن غريبًا أن ينجح فى إعادة الدفء إلى علاقةٍ لم تنقطع رغم العواصف.

بعد انتهاء مهمته، يمكن القول إن السنوات التى قضاها فى القاهرة مثّلت مرحلة ترميمٍ هادئ وثابت للعلاقات المصرية– الإيطالية. وكان أحد الذين أعادوا إلى العلاقة زخمها الإنسانى قبل السياسى.

غادر السفير، لكن القاهرة، مدينة لا تنسى من أحبها، ستبقى له دومًا بيتًا مفتوحًا وذاكرةً طيبة لرجلٍ مارس الدبلوماسية كفنٍّ من فنون المحبة والمعرفة.

arabstoday

GMT 06:04 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

صورة الطبيب كوميدياً

GMT 06:02 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

غزّة «بداية البداية» وليس البداية حتّى

GMT 05:58 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين... ما بعد «حماس»

GMT 05:54 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا بعد ملتقى شرم الشيخ؟

GMT 05:51 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس ترمب وصفقة القرن الحقيقية

GMT 05:50 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة الحوار وحوار الثقافات

GMT 05:48 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والتنين... لعبة كلمات أم مناورة مخابرات؟

GMT 05:46 2025 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

بلا لحمٍ ومن دون دمٍ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميكيلي كواروني دبلوماسي أحبَّ مصر فأحبته ميكيلي كواروني دبلوماسي أحبَّ مصر فأحبته



أناقة ثنائيات النجوم تضيء السجادة الحمراء في افتتاح مهرجان الجونة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:41 2025 السبت ,18 تشرين الأول / أكتوبر

نجوى إبراهيم تتعرض لحادث في أمريكا وتخضع لجراحة دقيقة
 العرب اليوم - نجوى إبراهيم تتعرض لحادث في أمريكا وتخضع لجراحة دقيقة

GMT 21:58 2025 الجمعة ,17 تشرين الأول / أكتوبر

غزة في حاجة إلى مبادرة عربيّة واضحة

GMT 15:45 2025 الجمعة ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تأثير النوم على إنقاص الوزن

GMT 06:11 2025 الأربعاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبراج لا تعرف الحسم في قراراتها وتعيش في دوامة من التردد

GMT 14:56 2025 الجمعة ,17 تشرين الأول / أكتوبر

«حماس» تحاول استعادة الأمن الداخلي بغزة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,17 تشرين الأول / أكتوبر

يديعوت أحرونوت تكشف سبب غياب نتنياهو عن قمة شرم الشيخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab