«السلام عليكم جميعًا»

«السلام عليكم جميعًا»

«السلام عليكم جميعًا»

 العرب اليوم -

«السلام عليكم جميعًا»

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يمثل انتخاب البابا ليو الرابع عشر لحظة مفصلية فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. ليس فقط لأنه أول بابا أمريكى فى تاريخها، بل لأنه يأتى بعد شخصية استثنائية كالبابا فرنسيس، الذى أعاد رسم ملامح الكرسى الرسولى عبر حوار الأديان، والانحياز للفقراء، وتدشين وثيقة الأخوة الإنسانية مع الأزهر. ومع أن البابا الجديد لم يُفصح بعد بوضوح عن رؤيته، فإن مؤشرات عديدة توحى بأنه ليس قطيعة مع سلفه، بل امتداد بروح مختلفة.

اختيار اسم «ليو الرابع عشر» يعيدنا إلى تقاليد عريقة فى الفاتيكان، ويحمل دلالات واضحة. ليو الأول، أو ليو الكبير، كان رجل حوار وقوة روحية، تميز بالحكمة والإيمان. أما ليو الثالث عشر، فكان نصير العدالة الاجتماعية، وأطلق أولى الوثائق البابوية الكبرى حول حقوق العمال. استحضار هذين الاسمين يضع البابا الجديد فى خانة من يريد أن يكون زعيمًا روحيًا فى أزمنة الأزمات العالمية.

المؤهلات الشخصية للبابا ليو الرابع عشر تشير إلى استمرارية نهج فرنسيس فى كثير من القضايا. فهو مبشر سابق فى بيرو، وعمل وسط الفقراء والمهمشين، ويحمل الجنسية البيروفية بجانب الأمريكية، ويُعرف بتواضعه وقربه من الناس. كما أن تحيته الأولى للعالم «السلام عليكم جميعاً» حملت روح الانفتاح والرمزية تجاه الحوار مع العالم الإسلامى. لهذا، فإن نموذج «وثيقة الأخوة الإنسانية» يبدو مرشحًا للاستمرار وربما التوسّع، لا الانكفاء.

بحسب تقارير كـ«بوليتيكو»، فإن البابا الجديد قد يتحول إلى صوت معارض للتيار الانعزالى الذى يمثله ترامب، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا الهجرة والعدالة والمواطنة العالمية. وبينما رحّب ترامب ظاهريًا بانتخاب بابا أمريكى، بدأت بالفعل أصوات مقربة منه – مثل ستيف بانون – تنتقد ليو الرابع عشر، وتصفه بأنه «أسوأ اختيار للكاثوليك المؤيدين لترامب». وربما يكون التوتر بين رؤيتين: الكاثوليكية الكونية و«أمريكا أولاً»، أحد معالم المرحلة المقبلة.

الازدواج فى الجنسية (الأمريكية والبيروفية) قد يُكسب ليو الرابع عشر ميزة مخاطبة الكاثوليك الأمريكيين بلغة يفهمونها، لكنه لا يُلزم نفسه بالانحياز إلى أجندة سياسية أمريكية. بل إن تقاليده التقدمية، وميله إلى «بناء الجسور» لا الجدران، قد تضعه فى مواجهة غير مباشرة مع سياسات قومية انعزالية.

تبدو الكنيسة فى عهد ليو الرابع عشر مقبلة على تحدٍ مزدوج: الاستمرار فى إرث الانفتاح الذى وضعه فرنسيس، ومواجهة تيارات محافظة داخلية وخارجية تطالب بالعودة إلى «التقليدية».

البابا ليو الرابع عشر ليس مجرد «خليفة» للبابا فرنسيس، بل هو، على الأرجح، حلقة متقدمة فى المسار ذاته. يحمل إرث «الأخوة الإنسانية»، ويتطلع إلى دور قيادى فى عالم مضطرب يبحث عن أخلاق كونية، لا صراع هوية. وقد يكون الاختبار الأبرز أمامه هو: هل يستطيع أن يجعل من الفاتيكان صوتًا فوق السياسات، دون أن يُستدرج إلى خصومة مباشرة مع صعود اليمين السياسى عالميًا؟ الزمن كفيل بالإجابة.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السلام عليكم جميعًا» «السلام عليكم جميعًا»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab