لا ضمانات دون إرادة سياسية

لا ضمانات دون إرادة سياسية

لا ضمانات دون إرادة سياسية

 العرب اليوم -

لا ضمانات دون إرادة سياسية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

حتى كتابة هذه السطور نحن فى انتظار انعقاد القمة. تلك القمة التى تحاول أن تؤسس لشبكة ضمانات متشابكة تمنع انهيار الاتفاق، تشمل رعاية أمريكية مباشرة، ودورًا ميدانيًا لمصر وقطر وتركيا فى مراقبة التنفيذ، إلى جانب مسعى أممى لنشر قوة مراقبة دولية.. غير أن التجارب السابقة أثبتت أن الضمانات وحدها لا تكفى إن غابت الإرادة السياسية. فالإدارة الأمريكية، رغم وعودها المتكررة، فشلت فى إلزام إسرائيل باتفاقات سابقة، لكن الظروف الحالية قد تكون مختلفة: واشنطن تبحث عن مخرج دبلوماسى يرمم صورتها بعد عامين من دعمها الأعمى لتل أبيب، ومصر تملك أوراق ضغط فعلية فى الميدان، والمجتمع الدولى أصبح أكثر ميلاً لمحاسبة إسرائيل بعد تصاعد الاعترافات بالدولة الفلسطينية.

وفى خلفية المشهد، تتحرك حسابات داخلية معقدة: ترامب يريد نصرًا سياسيًا وإعلاميًا سريعًا.. ونتنياهو يسعى لإنقاذ ما تبقى من شعبيته بعد حرب مكلفة بلا إنجاز حقيقى.. وحماس تأمل فى هدنة تمنحها فرصة لإعادة ترتيب صفوفها دون التفريط فى موقعها كمكوّن رئيسى فى المعادلة الفلسطينية. ولهذا، فإن ما سيُعلن فى شرم الشيخ قد يكون بداية مسارٍ طويل من المساومات أكثر منه نهاية حربٍ طاحنة.

ويبقى السؤال الأهم: هل يمكن لاتفاقٍ وُلد من رحم الضرورة أن يتحول إلى فرصة سلام؟ فالمؤشرات الميدانية تُظهر التزامًا نسبيًا بالهدنة، لكن التاريخ القريب يجعل الفلسطينيين أكثر حذرًا من الوعود الأمريكية والإسرائيلية.. فنتنياهو لوّح صراحة بإمكانية استئناف الهجوم إن لم تتخلّ حماس عن سلاحها، بينما يدرك الفلسطينيون أن أى تنازل فى هذه المرحلة قد يُترجم لاحقاً إلى فقدانٍ للنفوذ والسيادة.

وفى ضوء ذلك، يُنظر إلى مؤتمر شرم الشيخ بوصفه اختبارًا للإرادات لا للاتفاق فقط. فإذا تمكنت القاهرة وواشنطن والوسطاء من فرض التزامات فعلية وضمانات واضحة، فقد يتحول الاتفاق إلى نواة لمسار سياسى جديد يقود فى النهاية إلى تسوية شاملة.. أما إذا بقيت البنود حبيسة الغموض والتأجيل، فستظل الهدنة مجرد «فسحة زمنية» قبل انفجارٍ جديد.

اليوم، يقف اتفاق شرم الشيخ عند مفترق حاسم بين واقعية الضرورة وحلم السلام، بين إرادة إنهاء الحرب ومخاوف تكرار التاريخ. فغزة، التى أنهكها الحصار والدمار، لا تبحث عن هدنة مؤقتة، بل عن حقٍ فى الحياة والكرامة. وما سينتج عن شرم الشيخ لن يحدد فقط مصير الاتفاق بل ربما يرسم ملامح الشرق الأوسط فى مرحلة ما بعد الحرب، بين مدينةٍ تحلم بالسلام وأطرافٍ لا تزال أسيرة حسابات القوة والانتخابات والطموحات الشخصية.

.. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تكون شرم الشيخ بداية الطريق نحو إنهاء الحرب، أم محطة جديدة فى دائرةٍ لا تزال تدور بلا نهاية؟

 

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ضمانات دون إرادة سياسية لا ضمانات دون إرادة سياسية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 08:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس

GMT 07:26 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية

GMT 09:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يشارك جمهوره كواليس مسلسل «علي كلاي»

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 12:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

3 قتلى باشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 17:00 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هيئة البث تكشف وساطة روسية سرية بين إسرائيل وسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab