ما كان خيالًا أصبح واقعًا

ما كان خيالًا أصبح واقعًا!!

ما كان خيالًا أصبح واقعًا!!

 العرب اليوم -

ما كان خيالًا أصبح واقعًا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

وسط التحولات الكبيرة التى تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، يبرز المشهد السورى كأحد أكثر الملفات إثارة للجدل، إذ يتحول ما كان يُنظر إليه كخيال سياسى إلى واقع تتشكل ملامحه شيئًا فشيئًا، بداية من الشرع، الجولانى سابقًا، ووجوده على رأس السلطة هناك، وصولًا إلى إمكانية عقد اتفاق أمنى مع إسرائيل بعد عقود من العداء والحروب واحتلال أرض الجولان.

المفاوضات الأمنية المتقدمة بين دمشق وتل أبيب، التى أكدها الشرع بتصريحاته وبرعاية أمريكية، تضع أسسًا جديدة لترتيبات قد تغير وجه الصراع تمامًا. وكالات الأنباء تفيد بأن المبادئ الأساسية للمحادثات تنص على منع إعادة تكوين الجيش السورى أو إدخاله فى سباق تسلح جديد يهدد إسرائيل، مع فرض قيود على نوعية الأسلحة التى تدخل سوريا، كما تتضمن نزع السلاح من الجانب السورى فى مرتفعات الجولان، وإنشاء ممر إنسانى نحو جبل الدروز، مقابل التزام الولايات المتحدة ودول الخليج بإعادة تأهيل سوريا ودعمها اقتصاديًا وسياسيًا. هذه البنود تعكس ضمان الأمن لإسرائيل، مقابل منح سوريا فرصة للاندماج من جديد فى النظام الإقليمى والدولى.

الشرع أقر أن الوقت ليس مناسبًا لاتفاق سلام شامل، لكنه لن يتردد فى قبول أى اتفاق يعود بالنفع على سوريا والمنطقة، فى إشارة إلى الاتفاق الأمنى. على جانب آخر تؤكد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس أن الجنوب السورى سيظل خاضعًا لمنطقة أمنية منزوعة السلاح، مع احتفاظ إسرائيل بسيطرتها على قمة جبل الشيخ، ولأجل غير مسمى.

هنا تلعب واشنطن دور الوسيط عبر مبعوثها الخاص توماس براك، الذى تنقل بين دمشق وتل أبيب، وساهم فى تهيئة اللقاءات الثلاثية التى جمعت مسؤولين إسرائيليين وسوريين تحت مظلة أمريكية. ورغم تقدم المحادثات، يؤكد الشرع أن موضوع السلام أو التطبيع مع إسرائيل ربما يكون غير مطروح الآن، وأن الهدف يقتصر على التوصل إلى اتفاق أمنى يوقف التصعيد ويعيد رسم خطوط التماس، مثلما صرح الشرع، لكن التنازلات التى تتسرب من بنود الاتفاق ربما يعتبرها البعض خطوة نحو التطبيع.

وبغض النظر عن وقت التوصل إلى الاتفاق النهائى، فإن الوضع على الأرض لا يبشر بأى خير. فهناك توغل عسكرى إسرائيلى فى محيط جبل الشيخ، وهناك اعتقالات لعدد من السوريين، حتى إن وزارة الخارجية السورية وصفت هذه الخطوات بأنها تصعيد خطير يهدد السلام والأمن الإقليميين.

الملف السورى الإسرائيلى يتأرجح بين خيال طالما استبعده الكثيرون، خصوصًا فى مسألة الوصول إلى اتفاق أمنى بين الدولتين، وواقع يفرض نفسه بفعل الوقائع الميدانية والتحولات السياسية الكثيرة والغريبة التى ضربت الملف السورى خلال الفترة السابقة.

المفاوضات الجارية قد لا تفضى سريعًا إلى اتفاق نهائى، لكنها بالتأكيد تمثل لحظة فارقة، حيث يتحول المستحيل إلى ممكن، والخيال إلى واقع قيد التشكل، فى مشهد يضع سوريا وإسرائيل على أعتاب مرحلة جديدة لا نعرف معالمها.

arabstoday

GMT 13:53 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

ليفربول + 90 و.... إسبانيا

GMT 13:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هل يوقظ شَيْبُ عبدالمطلب أوهام النتن ياهو ؟!

GMT 04:52 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

المقنعة ألغت الألعاب

GMT 04:50 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

قمة الثبات العربي والإسلامي

GMT 04:47 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

هند رجب تُبعث من جديد

GMT 04:45 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

ترمب... والسخرية من الساخرين منه

GMT 04:42 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

الديمقراطية غير الليبرالية: خيال روسي ــ صيني

GMT 04:39 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

ما المطلوب من مؤتمر حل الدولتين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كان خيالًا أصبح واقعًا ما كان خيالًا أصبح واقعًا



الملكات والأميرات والسيدات الأوائل يتألقن في أسبوع من الإطلالات الملوكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:25 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

ما كان خيالًا أصبح واقعًا!!

GMT 09:52 2025 الخميس ,18 أيلول / سبتمبر

العمى وعدّاد القتلى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab