عامان على زلزال الشرق الأوسط

عامان على زلزال الشرق الأوسط

عامان على زلزال الشرق الأوسط

 العرب اليوم -

عامان على زلزال الشرق الأوسط

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يمر اليوم عامان على ذكرى السابع من أكتوبر 2023، الزلزال الذى ضرب الشرق الأوسط بقوة، ووضعه فى مربع جديد للصراع العربى الإسرائيلى. اليوم الذى أشعل حربًا لم تخمد نيرانها حتى وقت كتابة هذه السطور، رغم قبول الأطراف بخطة ترامب لإنهائها.

بعد عامين من تلك اللحظة المفصلية، يبدو المشهد كأن المنطقة دفعت أثمانا تفوق قدرة أى طرف على تحمّلها. غزة تحولت إلى ركام، بنحو ستين ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى، وبنية تحتية تكاد تكون مدمرة تماما.

العملية التى وصفتها حماس بأنها «مغامرة محسوبة» تحوّلت إلى حرب لا ميزان لها. نعم أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولى، وأثبتت أن الاحتلال لا يمكن التطبيع معه إلى الأبد، لكن فى المقابل فقدت حماس معظم صفوفها الأولى، وتآكلت قدراتها التنظيمية، بسبب القصف والحصار الإسرائيلى المستمر، والذى بلغ حد حرب الإبادة فى نظر الكثيرين.

نهاية العام الثانى من الحرب حملت تحولا لافتا بقبول حماس لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى تتضمن نزع السلاح، وتسليم ما تبقى من الأسرى، وتشكيل إدارة انتقالية لغزة، فى خطوة توحى بأن الحركة باتت تبحث عن مخرج آمن من المأزق، أكثر مما تبحث عن نصر حتى ولو على ساحات الفضائيات. فالقطاع المنهك يحتاج إلى إعادة إعمار، وإلى حياة تُعاد إليه، قبل أن تُعاد السلطة لأى طرف.

لكن الأثر الأعمق لهذا اليوم لم يقتصر على غزة وحدها. إذ تمدد اللهيب إلى لبنان وسوريا واليمن، كما تعرضت إيران لضربات إسرائيلية مباشرة، بينما اهتزت قواعد النفوذ الإقليمى، فى مواجهة مفتوحة بلا حدود. وهكذا، بدت مغامرة حماس كأنها فتحت الباب أمام فصل جديد فى التاريخ.

بعد عامين، يمكن القول إن ما جرى كان مأساة سياسية وإنسانية مشتركة. المغامرة التى قيل إنها محسوبة، انتهت إلى إعادة رسم الخريطة بالعنف والقصف.

أما السؤال الحقيقى الذى يطل من بين الركام فهو، هل كان الثمن يستحق إعادة اكتشاف ما يعرفه الجميع سلفاً أن الصراع لا يُدار بالسلاح وحده، وأن القوة بلا أفق سياسى وتنظيمى توافقى، تتحول إلى عبء على من يستخدمها قبل من تُستخدم ضده؟

يوم ٧ أكتوبر جعلنا نقف أمام مشهد دال، ودرس بالغ الأهمية يجب أن تستخلصه حماس، هو أن الوجود الحقيقى لأى حركة سياسية يُقاس بقدرتها على بناء الدولة وخدمة الناس.

فالقوة غير المتزنة، التى لا تتحول إلى مشروع وطنى، تُستهلك فى دورة صراع لا تنتهى. لم يعد المطلوب رفع الشعارات أو استرضاء الحلفاء فى الخارج، بل أن تتحول الحركة إلى قوة مدنية تُدير الحياة لا تُغامر بها، وتضع مصلحة الفلسطينى فوق كل حساب تنظيمى أو أيديولوجى. فحين تصبح «غزة للمواطنين لا للفصائل»، يمكن حينها أن تبدأ قصة التحرر الحقيقية.

أما الدرس الذى يجب أن تستوعبه إسرائيل فهو أن حرب الإبادة لن تُنهى الأفكار، ولن تمحو الإيمان بحق المواطن الفلسطينى فى أرضه، مهما طال الزمن، ولهم فى ٦ أكتوبر عبرة.

 

arabstoday

GMT 10:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أجيال .. وأجيال

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يطغَى الفُجور في الخصومة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عامان على زلزال الشرق الأوسط عامان على زلزال الشرق الأوسط



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab