«العولمة» هل نخسر تراثنا

«العولمة».. هل نخسر تراثنا؟

«العولمة».. هل نخسر تراثنا؟

 العرب اليوم -

«العولمة» هل نخسر تراثنا

بقلم : عبد اللطيف المناوي

«العولمة» مصطلح ظهر فى منتصف التسعينيات وأواخرها، وربما اختفى فجأة، لكن مضمونه ومفاهيمه مازالت سارية حتى الآن بأشكال مختلفة، وبمفاهيم واختراعات وابتكارات متنوعة، لم تقتصر على المجالات الاقتصادية والسياسية فحسب، بل امتدت إلى الثقافات والهويات.

حاول الغرب أن يروج مفهوم العولمة، باعتبارها وسيلة لتقريب الشعوب وتبادل الأفكار، إلا أن الشرق حاول الرد على هذا المفهوم بطرح مجموعة من الأسئلة، التى لم يستطيعوا الإجابة عنها.. منها مثلًا: هل تؤدى العولمة إلى تآكل الهوية الثقافية؟ هل نخسر تراثنا أمام التيارات العالمية؟

وفقًا لدراسة من Pew Research Center عام ٢٠١٩، فإن ٦٧٪ من المستطلعين فى ٢٧ دولة اعتبروا الثقافة الغربية ذات تأثير قوى على مجتمعاتهم المحلية، فانتشار الأفلام والموسيقى والموضة الغربية قد يؤثر على الأذواق المحلية، ويؤدى إلى إضعاف التراث الثقافى المحلى.

من جانب آخر، يشير تقرير صادر عن UNESCO إلى أن هناك أكثر من ٢٥٠٠ لغة مهددة بالانقراض، وغالبًا ما يرتبط ذلك بظاهرة العولمة (المختفية اصطلاحًا، الموجودة دلالةً)، فمن خلال تعزيز اللغات العالمية، مثل الإنجليزية، قد تُهمل اللغات المحلية وتختفى تدريجيًا، مما يُفقِد المجتمعات جزءًا مهمًا من هويتها الثقافية.

ما يجرى فى العالم الآن هو عولمة واضحة تُشجع على تبنى نماذج ثقافية موحدة، ما يؤدى إلى ما يُعرف بـ«التجانس الثقافى»، أو ما يمكن تسميته «القولبة الثقافية». من الأمثلة على تأثير العولمة على الثقافات المحلية نلاحظ اليابان، رغم احتفاظها بجوانب عديدة من ثقافتها التقليدية، إلا أنها شهدت تداخلًا كبيرًا مع الثقافة الغربية، خاصة بين الأجيال الشابة، حيث يُظهر الشباب اليابانى اهتمامًا متزايدًا بالثقافة الغربية على حساب الفنون والتقاليد المحلية، وفقًا لتقرير حكومى يابانى.

نعرف تمامًا ما فعلته سلاسل المطاعم الغربية فى التغييرات الواضحة فى العادات الغذائية العالمية، إضافة إلى تأثير هوليوود على كل سينمات العالم، منها حتى الهندية التى كانت لها تقاليدها وشكلها المختلف فى السابق.

ومع كل هذا تظل بعض المحاولات العالمية الجادة لمواجهة نتائج العولمة وأشكالها جيدة، مثل محاولة اليونسكو دعم برامج حفظ اللغات المهددة بالانقراض، وتشجيع استخدامها فى التعليم والإعلام.

أيضًا هناك العديد من الدول تبذل جهودًا للاحتفال بتراثها الثقافى من خلال المهرجانات الوطنية وبرامج التوعية. تجارب عديدة تمر يوميًا علينا فى المواقع الإلكترونية ونشرات الأخبار تجعلنا نؤمن بأن مسألة الحفاظ على تراثنا الثقافى ممكنة، ولكن لابد أن تكون من خلال جهود مدروسة وموجهة نحو حماية وتعزيز هذا التراث، الذى أعتبره مسؤولية مشتركة بين الأفراد والحكومات والمجتمع الدولى ككل.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العولمة» هل نخسر تراثنا «العولمة» هل نخسر تراثنا



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab