ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى ١٢

ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى (١-٢)

ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى (١-٢)

 العرب اليوم -

ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى ١٢

بقلم : عبد اللطيف المناوي

قبل ربع قرن، وتحديدًا فى يوليو سنة ٢٠٠٠، اجتمع الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات برئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود باراك فى قمة (كامب ديفيد الثانية) برعاية الرئيس الأمريكى وقتها بيل كلينتون.

كانت القمة ذروة مسار طويل بدأ باتفاق أوسلو عام ١٩٩٣، وهو الاتفاق الذى انقسم حوله الفلسطينيون منذ لحظة توقيعه، حول كونه فرصة لتحقيق الاستقلال، أم تنازلا مجانيا لإسرائيل عن بعض الثوابت التاريخية التى رفعها الفلسطينيون منذ النكبة.

فى (كامب ديفيد الثانية)، وجد الفلسطينيون أنفسهم فى لحظة حاسمة، تُعرض عليهم (دولة) بحدود منقوصة، بلا سيادة على القدس، دون حل عادل لقضية اللاجئين، ووسط ترتيبات أمنية تُبقيهم تحت وصاية إسرائيلية. وعندما رفض عرفات هذا العرض، خرج باراك ليعلن أنه «لا يوجد شريك فلسطينى للسلام»، ليفتح بذلك بابًا لعقود من التشكيك حول نوايا إسرائيل فى السلام، ونواياهم أيضًا تجاه ياسر عرفات.

لكن مراجعة سياق القمة وتفاصيل العرض تكشف أن ما قُدم لم يكن (فرصة تاريخية) كما صوّرته الدعاية الغربية، بل محاولة لشرعنة واقع استعمارى قائم، مع تغيير شكلى فى المفردات، فالاتفاق المقترح منح إسرائيل السيطرة على الكتل الاستيطانية الكبرى، وعلى المعابر والحدود، وفرض تقسيما للأراضى يحوّل الدولة الفلسطينية إلى جيوب معزولة، بلا مقومات سيادة حقيقية.

الأخطر من ذلك أن العرض تجاهل جوهر القضية الفلسطينية، وهو (حق العودة)، فهل كان يُنتظر من القيادة الفلسطينية أن تُوقع على وثيقة تمحو تاريخًا من النكبة والشتات؟ وهل كان رفض عرفات لذلك تعنتًا فعلاً، أم تمسكًا بالحد الأدنى؟

أوسلو نفسها لم تكن اتفاقًا نهائيًا، بل إطارًا انتقاليًا تم التحايل عليه مرارًا من قبل إسرائيل. وبينما طُلب من الفلسطينيين دائماً إثبات حسن نواياهم، وكانت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة توسّع الاستيطان، وتُعيد احتلال مناطق يفترض أنها خاضعة للسلطة، وتفرض وقائع ميدانية تجعل الحل التفاوضى مستحيلاً.

ورغم ذلك، استمرت القيادة الفلسطينية فى مسار التفاوض، بدافع البحث عن تسوية، لكن هذه المرونة استُغلت إسرائيليًا لتقويض الحقوق، فالطرف الذى حمل السلاح فى وجه الانتفاضة، ثم ادعى التحوّل إلى السلام، كان يستثمر الوقت لبناء مشروع استيطانى طويل الأمد.

لذلك، فإن سؤال: «هل أضاع الفلسطينيون الفرصة؟» يبدو فى غير محله. السؤال الأدق هو: هل كانت هناك فرصة حقيقية أصلًا؟ وهل يمكن قبول دولة بالحدود الدنيا مقابل التنازل عن الحقوق الأساسية التى قامت عليها الحركة الوطنية الفلسطينية؟

هكذا، يتبيّن أن رفض عرفات فى كامب ديفيد لم يكن نابعًا من تعنت، بل من خوف بحجم الفخ المنصوب، وهو ما أثبته لاحقًا كل ما جرى من توسع استيطانى، ومحاولات تصفية القضية تحت مسميات مختلفة، ومنها مشروع التهجير الذى سعت إسرائيل إلى طرحه أثناء حرب غزة، واصطدم برفض فلسطينى ومصرى قاطع.

وهنا، نطرح السؤال المهم: هل فعلاً الإسرائيليون شركاء حقيقيون للسلام؟ هذا ما سنتناوله غدًا.

 

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى ١٢ ربع قرن على اتفاقية التمسك بالحد الأدنى ١٢



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة
 العرب اليوم - واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 العرب اليوم - ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 08:00 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 07:56 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 07:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزع السلاح أولوية وطنية

GMT 07:53 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الدول الكبرى تُشهر«سلاح النفط» في سياساتها

GMT 07:58 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 03:47 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف تأثير المشي في الوقاية من الزهايمر

GMT 05:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعو إسرائيل للسماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة

GMT 20:17 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يتهم BBC بتزوير لقطات ضد ترامب

GMT 04:12 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع أميركي لرفع اسم أحمد الشرع من قائمة عقوبات مجلس الأمن

GMT 05:01 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع المصري يطالب الجيش بأعلى درجات الجاهزية القتالية

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

GMT 04:57 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدفعية الاحتلال تقصف المياه اللبنانية قبالة الناقورة

GMT 04:49 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 6.2 يضرب إندونيسيا

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 05:19 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين بضربة أميركية استهدفت قارب مهربين في المحيط الهادئ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab